إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
محاضرة بكلية البنات
5113 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة بكلية البنات

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى وإمام المتقين نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
باسمي وباسم جميع منسوبي إدارة تعليم البنات بمحافظتي حوطة بني تميم والحريق وباسم عميدة الكلية وجميع منسوباتها نحيي فضيلة الشيخ الدكتور الوالد عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي تحمل وعثاء السفر، وسار إلينا هنا ليقدم ما لديه من الخير.
وعنده الخير الكثير. في هذا الوقت المحدد نشكره، ولا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى بأن يجزيه خير الجزاء على هذا العمل، وهذا المسعى. ونسأله سبحانه أن يبارك فيما سيقدمه.
وأود من العميدة وجميع منسوبات الكلية أن يحاولوا قدر الإمكان أن يستفدن من هذه المناسبة، ويحضرن ما لديهن من أسئلة؛ خصوصا الأسئلة التي لها مساس بواقع الطالبات، وأود أن يحرصن كثيرا على محاولة تقديمها على فضيلة الشيخ؛ لأنها فرصة مواتية وأود الاستفادة منها.
فالآن أقدم فضيلة الشيخ في هذه المحاضرة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع به وبعلمه، ويجزيه خير الجزاء، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد؛ قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فيدخل في ذلك جميع الإنس والجن ذكورا وإناثا.
شريعة الله تعالى التي أرسل بها رسله وأنزل بها كتبه متضمنة لكل ما يجب على المكلفين من الذكور والإناث؛ فيشتركون جميعا في وجوب العبادة التي هي إخلاص العبادة لله تعالى والطاعة له.
وكذلك في أداء الواجبات، كالأركان الخمسة أركان الإسلام: الصلاة والزكاة والصوم والحج والتوحيد. وكذلك يشترك الجميع في تحريم المحرمات التي نهى الله تعالى عنها، وبينها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن قد يكون هناك أحكام يختص بها الرجال، وهناك آداب وأخلاق وعبادات وممنوعات ومحرمات ونحوها يختص بها النساء؛ فلأجل ذلك العلماء يتعلمون الجميع حتى يعرفوا الأحكام التي يُحتاج إلى معرفتها في هذه الحياة الدنيا؛ ليكونوا مرجعا عند الإشكال وعند وقوع شيء مما يحتاج إليه البشر.
فمعلوم أن مسائل الحيض والنفاس والرضاعة والحضانة غالبا وما أشبهها -تكون من أمور النساء وخصائصهن، وعليهن أن يتعلمن هذه الأحكام. وإذا تعلمها الرجال؛ فإن ذلك لأجل أن يعرفوا الحكم حتى يرجع إليهم عند الاشتباه في ذلك.
وقد بين الله تعالى، وبين نبيه صلى الله عليه وسلم، وبين العلماء تلك الأحكام التي تتعلق بأمور النساء من هذه الأمور ونحوها؛ فلأجل ذلك يجب على المرأة أن تتعلم ما يخصها، وتتعلم ما تحتاج إليه.
ولا شك أن حكومتنا أيدها الله تعالى قد أحسنت؛ حيث فتحت هذه المدارس وهذه الكليات؛ لأجل أن تتولى تربية بنات المسلمين ونساء المؤمنين، وأن يتعلمن ما ينفعهن في أمور دينهن وعبادتهن، وكذلك فيما يحتجن إليه في هذه الحياة الدنيا.
فمن ذلك تأسيس هذه الكليات التي يتعلم فيها جمع كبير أو صغير من نساء المؤمنين المواطنين ليخرجن بعد أن يتعلمن -مربيات وعالمات وعارفات للأحكام التي يحتاج إليها.
ولا شك أن هناك ما يجب التنبيه عليه، وإن كان المدرسات والمعلمات هن أول المسئولات عن ذلك، ولكن من باب المشاركة نذكر بعض الأحكام التي قد يُتساهل فيها، وقد يخفى شيء من أحكامها، ويكثر السؤال عنها.
فأما بالنسبة لمسائل الطهارة ونحوها من العادات وما يتعلق بها، فإن هذا معروف لا نحتاج إلى أن نعلق عليه، ولا أن نتطرق له؛ لكونه متكررا. ولكن يهمنا أن نتطرق إلى بعض المعلومات، أو الأمور المتجددة التي يتساهل كثير من النساء فيها.

line-bottom