قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
محاضرة في أحكام التصوير
6410 مشاهدة print word pdf
line-top
خلو المملكة من التماثيل والأوثان

دولتنا -والحمد لله- منزهة عن مثل هذا؛ فليس فيها شيء من هذه المعابد، ولا من هذه الأصنام وما أشبهها.
لما توسعت الدولة في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله- كان من توسعهم أن وصلوا إلى حدود العراق وهدموا ذلك الصنم الذي يدعي الرافضة أنه قبر الحسين ويسمونه كربلاء وكذلك الآخر الذين يسمونه النجف الذي يدعون أنه قبر علي فلما قويت هذه الدولة هدموا ذلك الصنم وأزالوا آثاره.
وكان الرافضة والمشركون ونحوهم قد غضبوا غضبا على هذه الدولة، وأرسلوا منهم واحدا أظهر أنه متعبد وأنه متدين، وصار دائما لا يخرج من المسجد إلا قليلا؛ فوثق به الإمام عبد العزيز -رحمه الله- فغدر به واحتال في أنه قتله، فقُتل ذلك الرافضي -عليه من الله ما يستحقه-.
هذه غيرة أولئك على هذه الأصنام، يعني أوحى الشيطان إليهم، وقال: إن هذا قبر الحسين مع أن الحسين قد أخفيت جثته ولا يدرى أين دفن، ولكن الشيطان زين لهم وقال لهم: إنه هذا. وكذلك أيضا أوحى إليهم وقال: إن هاهنا دفن علي مع أن عليا لما دفن أخفي قبره؛ خوفا عليه من الخوارج أن ينبشوه؛ فأخفي قبره، ولا يدرى أين هو.
ويذكر بعض المؤرخين أن هذا الصنم -الذي يدعون أنه في النجف أنه قبر علي - إنما هو قبر المغيرة بن شعبة وقيل غيره. ولكن هؤلاء ممن يعظمون ما يهوونه، ويرتكبون هذه الشركيات التي زينها الشيطان لهم.
فنقول: إن المسلمين متى استولوا على شيء من هذه الأصنام، وهذه الصور المنحوتة المصورة التي يخشى أنها تنقلب أصناما كما فعل أهل العراق وغيرهم -أن يزيلها المسلمون ولا يبقوها.
لما أسلم أهل الطائف طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يمتعهم بالطاغية لمدة سنتين؛ يعني اللات؛ لأنهم قد ألفوها، فقال: لا. فتنزلوا إلى سنة، فامتنع. فنزلوا إلى شهرين وإلى شهر، فقال: لا. ولا يوما. ولما أرسل إليها من يهدمها ظنوا أن الذي يهدمها سيُخبل؛ يصاب بالجنون، أو يصاب بخبل، تنتقم منه هذه الطاغية. ولم يصبه بأس.
وكذلك أيضا في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- كان في الجبيلة قبر أوحى الشيطان إليهم أنه قبر زيد بن الخطاب ؛ لأنه قتل مع خمسمائة من المجاهدين من القراء أو أكثر من خمسمائة، ولما جاء في القرن العاشر -أو نحوه- وسوس لهم الشيطان وقال: إن هذا قبر زيد فبنوا عليه، وصاروا يعبدونه، وصاروا ينذرون له، ويطوفون حوله ويعظمونه.
فلما ألهم الله الشيخ -ألهمه هذا الدين وهذا التوحيد- عند ذلك أمر بهدم ذلك البناء الذي على هذا القبر ولكن امتنعوا. كان أولا يحضر معهم؛ فإذا قالوا: يا زيد اغفر لنا، يا زيد ارحمنا، يا زيد انصرنا؛ يقول -وهم يسمعون- الله خير من زيد الله أقدر من زيد الله أبقى من زيد الله أغنى من زيد الله أقوى من زيد ما يقدرون على أن يكذبوه؛ كلهم يعترفون بأن الله تعالى هو القوي، وأن زيدا مخلوق، وأن الله تعالى حي لا يموت، وأن زيد قد مات.
ولما عزم على هدم بناء عليه ظنوا أن من هدم البناء سيصاب بخبال؛ سيخبل أو يجن؛ فقال: أنا أبدأ. فبدأ بهدم البناء عليه، ولما رأوا أنه لم يصبه شيء ساعده تلاميذه فهدموه. وأشباه ذلك كثير. وبكل حال هذا هو الذي اشتهرت هذه الفعلة بسببه؛ يعني ضجت الدول لأجل هذه الأصنام.

line-bottom