محاضرة في أحكام التصوير
خلو المملكة من التماثيل والأوثان
دولتنا -والحمد لله- منزهة عن مثل هذا؛ فليس فيها شيء من هذه المعابد، ولا من هذه الأصنام وما أشبهها.
لما توسعت الدولة في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود اسم> -رحمه الله- كان من توسعهم أن وصلوا إلى حدود العراق اسم> وهدموا ذلك الصنم الذي يدعي الرافضة أنه قبر الحسين اسم> ويسمونه كربلاء اسم> وكذلك الآخر الذين يسمونه النجف اسم> الذي يدعون أنه قبر علي اسم> فلما قويت هذه الدولة هدموا ذلك الصنم وأزالوا آثاره.
وكان الرافضة والمشركون ونحوهم قد غضبوا غضبا على هذه الدولة، وأرسلوا منهم واحدا أظهر أنه متعبد وأنه متدين، وصار دائما لا يخرج من المسجد إلا قليلا؛ فوثق به الإمام عبد العزيز اسم> -رحمه الله- فغدر به واحتال في أنه قتله، فقُتل ذلك الرافضي -عليه من الله ما يستحقه-.
هذه غيرة أولئك على هذه الأصنام، يعني أوحى الشيطان إليهم، وقال: إن هذا قبر الحسين اسم> مع أن الحسين اسم> قد أخفيت جثته ولا يدرى أين دفن، ولكن الشيطان زين لهم وقال لهم: إنه هذا. وكذلك أيضا أوحى إليهم وقال: إن هاهنا دفن علي اسم> مع أن عليا اسم> لما دفن أخفي قبره؛ خوفا عليه من الخوارج أن ينبشوه؛ فأخفي قبره، ولا يدرى أين هو.
ويذكر بعض المؤرخين أن هذا الصنم -الذي يدعون أنه في النجف اسم> أنه قبر علي اسم> - إنما هو قبر المغيرة بن شعبة اسم> وقيل غيره. ولكن هؤلاء ممن يعظمون ما يهوونه، ويرتكبون هذه الشركيات التي زينها الشيطان لهم.
فنقول: إن المسلمين متى استولوا على شيء من هذه الأصنام، وهذه الصور المنحوتة المصورة التي يخشى أنها تنقلب أصناما كما فعل أهل العراق اسم> وغيرهم -أن يزيلها المسلمون ولا يبقوها.
لما أسلم أهل الطائف اسم> طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يمتعهم بالطاغية لمدة سنتين؛ يعني اللات؛ لأنهم قد ألفوها، فقال: لا. فتنزلوا إلى سنة، فامتنع. فنزلوا إلى شهرين وإلى شهر، فقال: لا. ولا يوما. ولما أرسل إليها من يهدمها ظنوا أن الذي يهدمها سيُخبل؛ يصاب بالجنون، أو يصاب بخبل، تنتقم منه هذه الطاغية. ولم يصبه بأس.
وكذلك أيضا في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> -رحمه الله- كان في الجبيلة اسم> قبر أوحى الشيطان إليهم أنه قبر زيد بن الخطاب اسم> ؛ لأنه قتل مع خمسمائة من المجاهدين من القراء أو أكثر من خمسمائة، ولما جاء في القرن العاشر -أو نحوه- وسوس لهم الشيطان وقال: إن هذا قبر زيد اسم> فبنوا عليه، وصاروا يعبدونه، وصاروا ينذرون له، ويطوفون حوله ويعظمونه.
فلما ألهم الله الشيخ -ألهمه هذا الدين وهذا التوحيد- عند ذلك أمر بهدم ذلك البناء الذي على هذا القبر ولكن امتنعوا. كان أولا يحضر معهم؛ فإذا قالوا: يا زيد اسم> اغفر لنا، يا زيد اسم> ارحمنا، يا زيد اسم> انصرنا؛ يقول -وهم يسمعون- الله خير من زيد اسم> الله أقدر من زيد اسم> الله أبقى من زيد اسم> الله أغنى من زيد اسم> الله أقوى من زيد اسم> ما يقدرون على أن يكذبوه؛ كلهم يعترفون بأن الله تعالى هو القوي، وأن زيدا اسم> مخلوق، وأن الله تعالى حي لا يموت، وأن زيد اسم> قد مات.
ولما عزم على هدم بناء عليه ظنوا أن من هدم البناء سيصاب بخبال؛ سيخبل أو يجن؛ فقال: أنا أبدأ. فبدأ بهدم البناء عليه، ولما رأوا أنه لم يصبه شيء ساعده تلاميذه فهدموه. وأشباه ذلك كثير. وبكل حال هذا هو الذي اشتهرت هذه الفعلة بسببه؛ يعني ضجت الدول لأجل هذه الأصنام.
مسألة>