إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
محاضرة في السعيرة
6213 مشاهدة print word pdf
line-top
التقرب إلى الله بفعل الطاعات

كذلك نتقرب إلى الله بالعبادات هذا من واجبنا، فنتقرب إليه بكل طاعة، ونعرف أن العبادة والطاعة تقرب إلى رضا الله، تقرب إلى رضاه وتقرب إلى جنته وإلى ثوابه؛ ولذلك تسمى (قربات) أيا كانت تلك العبادة، فنحرص على أن نتقرب إلى الله، فمثلا إذا حافظ المسلم على الصلوات فما غرضه؟ لو قيل لك: لماذا تحافظ على الصلوات؟ لماذا تواظب على هذه الصلاة؟
أنت تقول: أتخذها قربة تقربني إلى رضا ربي، تقربني إلى رضاه وتؤهلني لثوابه؛ لأن الذنوب تُبعد، الذنوب والخطايا تبعدك عن رضا الله، وأما الحسنات والقربات والطاعات فإنها قربات تقرب إلى الله تعالى.
كذلك بقية الطاعات تتخذها قربة، تحتسب أنها تقربك إلى الله تعالى فهذا حقا ومن واجبنا.
كذلك أيضا من واجبنا أن لا نقتصر على أنفسنا، بل نعمل الأعمال التي يتعدى نفعها إلى إخواننا المسلمين؛ فإن هذا من حقوق المسلمين بعضهم على بعض.

line-bottom