عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
محاضرة في السعيرة
4369 مشاهدة
من واجب المسلم على أخيه تعليمه

فمن ذلك تعليم الجهال، إذا رأينا جاهلا لا نسكت ونتركه على جهله، بل نعلمه ونفقهه ونوقفه على ما أمر الله به وما رغب فيه، وكذلك نحذره من الشرور وما أشبهها؛ فإن هذا من واجبنا الديني الذي أوجب الله علينا، وهذا الواجب الذي هو الحق المتعدي، الحق لإخواننا المسلمين من أوجب الحقوق؛ ولهذا أحب أن أتوسع فيه في هذه الكلمة؛ حتى يعرف المسلم أنه مطالب بحقوق لإخوانه المسلمين، فمن ذلك تعليم جاهلهم، إذا تركنا الجاهل يتخبط في الجهل كنا مسئولين عنه، إذا علمنا بأنه لا يعرف، لا يعرف الصلاة ولا يعرف كيفيتها أو لا يعرف أركانها أو لا يطمئن فيها, ثم سكتنا عنه فإننا مسئولون عن ذلك وعلينا إثم على هذا السكوت، ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: ويل للعالم من الجاهل حيث لا يعلمه والويل شدة العذاب، يعني: أنه يستحق العذاب حيث إنه لم يعلم إخوانه الجاهلين الذين يعرف أنهم لا يقيمون العبادة، فواجب عليك أن ترشده، وأن تسأله حتى إذا تحققت أنه قد أقام العبادة أمرته بعد ذلك بأن يقوم معك يعلم الآخرين، هذا من واجبنا.
ومعلوم أن العلم الذي نعلمه هو العلم الشرعي، فنعلمهم صفة الطهارة وكيف يرتفع الحدث، ونعلمهم نواقض الوضوء وكيف يتطهر إذا انتقض وضوءه، ونعلمهم أيضا ما يجب عليهم في صفة الصلاة، كيفية الصلاة التي تجزيء.
إذا علمنا أن بعضهم لا يحسن قراءة الفاتحة، أو لا يحسن الأذكار التي في الصلاة فلا نتركهم هكذا.
كثير من الناس لا يدري ما يقول في ركوعه ولا في سجوده ولا في جلوسه ولا في قيامه؛ لأنه إما أنه تعلم ونسي، وإما أنه لم يتعلم، فيلزمنا بأن نعلمهم حتى تقبل منهم عباداتهم، كذلك نعلمهم بقية الأحكام التي يجهلونها.
إذا كانوا يجهلون أحكام الأيمان، وأحكام النذور، فنعلمهم كيف يعملون فيها، وهكذا نعلمهم الأدعية, إذا كانوا يجهلون الدعاء كيفيته وأسباب إجابة الأدعية وقبولها، فتعلمهم مما علمك الله.
كذلك أيضا إذا كانوا يجهلون أحكاما تتعلق ببيوتهم كالذين يهملون أولادهم ولا يعلمونهم ولا يأمرونهم بالخير، أو يوقعونهم في شر أو فساد أو نحو ذلك، لا نبرأ ولا تبرأ ذممنا إلا إذا أرشدناهم.
وكذلك نقول في بقية ما يجهلونه سواء من العبادات التي يجهلون كيفية أدائها، أو من المحرمات التي يقعون فيها عن جهل أو عن تقليد، فلا يسعك أيها العارف -ولو كنت لا تحسن إلا شيئا قليلا من العلم- لا تسكت عنهم وتتركهم يفعلون شيئا من هذه المحرمات، وأنت تعرف أنها محرمات وهم لا يعرفون تحريمها، فلا يجوز لك أن تسكت وتتركهم يتخبطون في هذا الجهل، هذا من واجب المسلم على إخوته المسلمين.