الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
محاضرة في السعيرة
4367 مشاهدة
من واجب المسلم على أخيه نصيحته

كذلك أيضا من واجبنا نحوهم نصيحتهم، معلوم أن كثيرا وكثيرا يعصون الله تعالى على بصيرة ليسوا على جهالة، ومع ذلك يقعون في المعاصي, يقعون في كثير من المخالفات، فهل يتركون على هذه المعاصي؟
يجب علينا النصيحة، النصيحة للمسلمين واجبة عليك أيها المسلم، وبهذا أتى الله –تعالى- رسله، كما قال الله عن نوح أنه قال لقومه: وَنَصَحْتُ لَكُمْ وقال نوح وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ والنبي- صلى الله عليه وسلم- بايع بعض أصحابه، قال جرير بايعت- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة, والنصح لكل مسلم النصح لكل مسلم أي: أنه من واجب المسلم على أخيه أن ينصح لهم، فإذا رأيته وقع في معصية وكان جاهلا بحكمها ونصحته فلك أجر، وإذا رأيته متعمدا فعل معصية ونصحته فتاب منها فلك أجر.
وكذلك إذا رأيته متساهلا في طاعة فنصحته وتقبل فلك أجر.
إذا رأيته يتأخر عن صلاة الجماعة يصلي في بيته لا يسعك السكوت، انصحه وبين له حكم هذه الصلاة، بين له الإثم الذي ورد في ذلك، أن التكاسل والتأخر عن الصلاة من صفات المنافقين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا وتذكر له قول الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى أي: أن التكاسل من صفات المنافقين.