إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
محاضرة في السعيرة
6214 مشاهدة print word pdf
line-top
من واجب المسلم على أخيه تعليمه

فمن ذلك تعليم الجهال، إذا رأينا جاهلا لا نسكت ونتركه على جهله، بل نعلمه ونفقهه ونوقفه على ما أمر الله به وما رغب فيه، وكذلك نحذره من الشرور وما أشبهها؛ فإن هذا من واجبنا الديني الذي أوجب الله علينا، وهذا الواجب الذي هو الحق المتعدي، الحق لإخواننا المسلمين من أوجب الحقوق؛ ولهذا أحب أن أتوسع فيه في هذه الكلمة؛ حتى يعرف المسلم أنه مطالب بحقوق لإخوانه المسلمين، فمن ذلك تعليم جاهلهم، إذا تركنا الجاهل يتخبط في الجهل كنا مسئولين عنه، إذا علمنا بأنه لا يعرف، لا يعرف الصلاة ولا يعرف كيفيتها أو لا يعرف أركانها أو لا يطمئن فيها, ثم سكتنا عنه فإننا مسئولون عن ذلك وعلينا إثم على هذا السكوت، ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: ويل للعالم من الجاهل حيث لا يعلمه والويل شدة العذاب، يعني: أنه يستحق العذاب حيث إنه لم يعلم إخوانه الجاهلين الذين يعرف أنهم لا يقيمون العبادة، فواجب عليك أن ترشده، وأن تسأله حتى إذا تحققت أنه قد أقام العبادة أمرته بعد ذلك بأن يقوم معك يعلم الآخرين، هذا من واجبنا.
ومعلوم أن العلم الذي نعلمه هو العلم الشرعي، فنعلمهم صفة الطهارة وكيف يرتفع الحدث، ونعلمهم نواقض الوضوء وكيف يتطهر إذا انتقض وضوءه، ونعلمهم أيضا ما يجب عليهم في صفة الصلاة، كيفية الصلاة التي تجزيء.
إذا علمنا أن بعضهم لا يحسن قراءة الفاتحة، أو لا يحسن الأذكار التي في الصلاة فلا نتركهم هكذا.
كثير من الناس لا يدري ما يقول في ركوعه ولا في سجوده ولا في جلوسه ولا في قيامه؛ لأنه إما أنه تعلم ونسي، وإما أنه لم يتعلم، فيلزمنا بأن نعلمهم حتى تقبل منهم عباداتهم، كذلك نعلمهم بقية الأحكام التي يجهلونها.
إذا كانوا يجهلون أحكام الأيمان، وأحكام النذور، فنعلمهم كيف يعملون فيها، وهكذا نعلمهم الأدعية, إذا كانوا يجهلون الدعاء كيفيته وأسباب إجابة الأدعية وقبولها، فتعلمهم مما علمك الله.
كذلك أيضا إذا كانوا يجهلون أحكاما تتعلق ببيوتهم كالذين يهملون أولادهم ولا يعلمونهم ولا يأمرونهم بالخير، أو يوقعونهم في شر أو فساد أو نحو ذلك، لا نبرأ ولا تبرأ ذممنا إلا إذا أرشدناهم.
وكذلك نقول في بقية ما يجهلونه سواء من العبادات التي يجهلون كيفية أدائها، أو من المحرمات التي يقعون فيها عن جهل أو عن تقليد، فلا يسعك أيها العارف -ولو كنت لا تحسن إلا شيئا قليلا من العلم- لا تسكت عنهم وتتركهم يفعلون شيئا من هذه المحرمات، وأنت تعرف أنها محرمات وهم لا يعرفون تحريمها، فلا يجوز لك أن تسكت وتتركهم يتخبطون في هذا الجهل، هذا من واجب المسلم على إخوته المسلمين.

line-bottom