لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
محاضرة في بدر بعنوان: وصايا عامة
10034 مشاهدة print word pdf
line-top
فضل صلاة الجماعة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ من عبادة الله عبادات بدنية يتقرب بها الخلق إلى الله تعالى عبادات بدن، ومن أظهر هذه العبادات البدنية الظاهرة الصلوات الخمس التي هي أفعال وأقوال قيام وقعود ركوع وسجود وقراءة ودعاء وذكر وخشوع جعلها الله تعالى شعارا للبلاد الإسلامية وشعارا للمسلمين يتقربون بها إلى الله، ويتذللون بها بين يديه؛ فلأجل ذلك كان لها الأثر الكبير ولها الأجر العظيم عند الله تعالى لمن أتمها، وأخلص فيها لله سبحانه.
ثم شرع الله لها هذا الاجتماع في المساجد بالنسبة للرجال أي أن يأتوا إليها ليصلوا جماعة خلف إمامهم؛ ليتابعوه ويكون لهم أجر على إتيانهم إلى هذه الصلاة جاء مضاعفة الأجر أن من صلى مع الجماعة صلاته أفضل من صلاته وحده بسبع وعشرين جزءا، أو بخمس وعشرين جزءا لا شك أن ذلك فضل كبير.
ثم جاءت السنة باتباع الإمام أي: متابعته وعدم مسابقته حتى يكون المصلي كامل الأجر إذا اتبع إمامه واقتدى به، وإذا أحسن الإمام الصلاة فله مثل أجور من صلى خلفه، وإذا أساء الصلاة وأفسدها فعليه مثل أوزار من صلى خلفه كلهم يطالبونه بصلاتهم التي أفسدها، وهذا مما يحمل الأئمة على أن يواظبوا على المساجد التي يصلون بها، ويحرصوا على أن يكملوا صلاتهم، ولا يكون فيها خلل ولا نقص ولا شيء يبطلها.
وذكر العلماء أنه إذا بطلت صلاة الإمام؛ بطلت صلاة من خلفه أي: أن صلاتهم تابعة لصلاته مرتبطة بها؛ فلذلك جاء في الحديث: إذا سها الإمام فعليه السجود وعلى من خلفه، وإذا سها المأموم خلف الإمام فلا سهو أو فلا سجود عليه مما يدل على أهمية متابعة الإمام.

line-bottom