تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
محاضرة في بدر بعنوان: وصايا عامة
11595 مشاهدة print word pdf
line-top
طاعة الولاة من طاعة الله إذا كانت في معروف

ومع ذلك فإن طاعة الولاة من طاعة الله إذا كان ذلك فيه مصلحة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني كان -صلى الله عليه وسلم- يؤمر على السرايا وعلى البعثات وعلى الغزو وعلى الجيوش يؤمر عليهم واحدا ويأمرهم أن يطيعوه، وذلك الأمير غالبا ينفذ ما يراه بعدما يستشير المسئولين والمعروفين بحسن الرأي من أتباعه ومن رعيته فكانوا لا يفعلون إلا ما فيه المصلحة للأفراد وللجماعات.
وبكل حال فإن العاملين في هذا القطاع وفي غيره عليهم مسئولية؛ حيث إنهم تولوا أمرا له أهميته حراسة البلاد وكذلك أيضا حراسة العباد والحرص على استتباب الأمن فيها والرخاء والأخذ على يد من تسول له نفسه أن يعصي الله تعالى ويعصي ولاة الأمور ويعتدي على حرمات المسلمين وعلى أموالهم وأعراضهم وعلى ما يثبت أمنهم واستقرارهم فالأخذ على يده ومنعه والتشديد في منع هؤلاء الذين يخوفون البلاد ويخوفون الآمنين لا شك أنه من أسباب الاطمئنان في الحياة والسعادة الطيبة.

line-bottom