محاضرة في جامع حطين
خليل الله إبراهيم ودعوته قومه
من جملة الرسل إبراهيم اسم> -عليه السلام- فإنه ظهر وقومه يعبدون آلهة من دون اللَّه يعبدونها مع اللَّه فأنكر عليهم سألهم وقال: رسم> مَاذَا تَعْبُدُونَ أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ قرآن> رسم> أتقصدون وتجعلون مع اللَّه آلهة إفكا وكذبا ، وسألهم في أية أخرى رسم> مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا قرآن> رسم> اعترفوا بأنها أصنام رسم> فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قرآن> رسم> أي نمكث طوال النهار عاكفين لها مقيمين حولها معظمين لها فسألهم رسم> هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ قرآن> رسم> اعترفوا بأنها لا تنفع ولا تضر ولا تسمعهم ولا تجيبهم وإنما هي جماد ، في آية أخرى أنه قال: رسم> مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ قرآن> رسم> وجدنا آباءنا يعبدونها رسم> وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ قرآن> رسم> هكذا اعترفوا أنهم متبعين آباءهم لها رسم> قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ قرآن> رسم> .
فالعبادة معناها التذلل لها ، لا شك أن هذه يسمونها آلهة ومعبودات ، ثم ذكر اللَّه تعالى أن إبراهيم اسم> نصح والده وقال: رسم> يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا قرآن> رسم> لم تعبد كيف تعبد هذه الأخشاب وهذه الأحجار التي لا تسمعك ولا تجيبك ولا تغني عنك شيئا ، نصح آباه قال: رسم> يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا قرآن> رسم> أوحى اللَّه تعالى إليه بهذا الدين وأمره بأن يدعوا إليه ولكن لم يقبلوا منه .
ثم إنه لما رأى إقبالهم على عبادة تلك الأخشاب التزم بأن يكسرها ، فقال: رسم> وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ قرآن> رسم> ثم إنه راغ إلى آلهتهم وهي مصفوفة وعندها الطعام ، فقال مستهترا بها رسم> أَلَا تَأْكُلُونَ قرآن> رسم> لماذا لا تأكلون من هذه الأطعمة ألا تأكلون منها رسم> مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ قرآن> رسم> فأخذ يكسرها بفأس ويحطمها إلا أنه ترك أكبرها وعلق الفأس فيه ، فلما جاءوا وإذا هي مكسرة جعلهم جذاذا فقالوا من الذي فعل هذا بآلهتنا عرفوا أن إبراهيم اسم> -عليه السلام- قد هددهم بقوله: رسم> وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ قرآن> رسم> فعرفوا أنه هو الذي حطم تلك الأصنام فعند ذلك استدعوه رسم> أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قرآن> رسم> فقال: رسم> بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا قرآن> رسم> هذا الذي هو أكبرهم غار عليه وقال كيف يجعل معي من هذه الصغار فكسرها رسم> فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ قرآن> رسم> .
فالحاصل أن هذا دليل على أن الشيطان قد لعب بهم حيث صدهم عن عبادة اللَّه تعالى وأمرهم بأن يعبدوا تلك الأصنام وما أشبهها وتلك الصور وتلك التماثيل رسم> مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قرآن> رسم> فهذه دعوتهم كلهم دعوا إلى إخلاص الدين لِلَّه تعالى وإلى توحيده وإلى عبادته .
مسألة>