الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
محاضرة في سراة عبيدة
5053 مشاهدة print word pdf
line-top
التحذير من أسباب الفساد

تعرفون كثرة الفتن في هذه الأزمنة؛ فلذلك إذا كان الإنسان عارفا بالسنة لم ينخدع بدعاة هؤلاء البدع، لم ينخدع بمبتدعة ولم ينخدع بدعاة الضلال.
وأما إذا كان له هوى يكون مضلا له، أو له ميل إلى الفساد ونحوه، أو كان جاهلا فإنه قد ينخدع بدعايات المبتدعة والمضلين، فهذه هي أسباب الفساد والضلال.
أولا: الهوى قال الله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ يعني لا يهوى شيئا إلا ركبه، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ .
الهوى هو هواية الإنسان ما تميل إليه نفسه، ننصح بأن يكون هوى الإنسان تبعا لشرع الله، الله تعالى يقول: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به .
ثانيا : الجهل؛ الجهل بالسنة والجهل بالشريعة، إما عدم اهتمام وإما استمرارا على الجهل، وإما زهدا في العلم. فهذا أيضا من أسباب الفساد؛ فلذلك ننصح المسلم بأن يتعلم الشرع.
يتعلم الشريعة، ويتعلم السنة النبوية، ويتعلم الأحكام، ويتعلم العقيدة والتوحيد، ويتعلم ما يتيسر له من الكتاب والسنة، ولا يكون معرضا عن ذكر الله، ولا يكون مقدما لشهواته ولما تميل إليه نفسه؛ فإنه إذا كان كذلك انخدع بأدنى شبهة وانخدع بأقل فتنة، وحصل له الانحراف والانصراف عن العبادة.كذلك أيضا عليه أن يعرف الفتن، وعليه أن يعرف الدعاة إليها حتى يحذرها.

line-bottom