إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
محاضرة في سراة عبيدة
6051 مشاهدة print word pdf
line-top
التحذير من دعاة التنصير

ففي هذه الأزمنة كثر الدعاة، إما دعاة إلى الكفر أو إلى البدع أو إلى المعاصي أو إلى ترك الطاعات، فإذا رزق الله الإنسان علما وبصيرة فإنه لا يلتفت إليهم ولا يسمع دعاياتهم، فعليه أن يحذر منهم حتى يسلم على عقيدته. فهناك دعايات إلى الكفر كالمنصرين الذين يدعون إلى معتقد النصارى وما أكثرهم! ولكن المسلمون والحمد لله قد اقتنعوا بدينهم، وعرفوا أن ما هم عليه هو الصراط المستقيم.
كذلك أيضا من دعاياتهم ما يبثونه عبر الإذاعات، إذاعاتهم المسموعة أو إذاعاتهم المرئية، إما أنهم يدعون إلى دينهم الباطل الذي حرفوه وبدلوه والذي نُسخ بهذه الشريعة، وإما أنهم يشككون في الدين الإسلامي ويقدحون فيه ويشوهون منظره، وينشرون له سمعة سيئة. فإذا جاءوا إليك وأنت جاهل أخذوا يقولون: ألست تقر بأن عيسى نبي؟ ونحن نقر به، ونحن ننكر أن يكون محمدا نبي فعيسى متفق على نبوته ومحمد مختلف فيه فكيف تتبع المختَلَف فيه وتترك المتفق عليه؟ ونحو ذلك من الشُّبَه.
ثم يقولون: إن كتابكم الذي جاء به نبيكم فيه اختلاف، وكتبنا ليس فيها اختلاف. ثم يقولون: سنة نبيكم وأحاديثه فيها أيضا كذب، دخل فيها الكذب ودخل فيها الوضع؛ فكيف مع ذلك تتبعون هذا الدين الذي بني على ما فيه اختلاف وبني على ما فيه وضع وكذب؟. وأشباه ذلك. إذا وفق الله تعالى المسلم بعقيدة راسخة فإنه يرد عليهم ويقول لهم: بل أنتم الذي في دينكم اختلاف، وفي كتبكم اختلافات كثيرة أعظم مما تدعون.
وأما كتابنا فليس فيه اختلاف. لذلك قال تعالى: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ويرد عليهم بأن الله تعالى أظهر دين نبيه على الدين كله، وأذلكم أيها الكفرة، وأبعدكم عن الحق، وظهر بذلك تفاوت أديانكم وعدم اتفاقها، هذا نوع من أنواع الفتن.

line-bottom