عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
مواعظ وذكرى
6561 مشاهدة
أحوال الميت في القبر

وردت الأدلة في الامتحان في البرزخ الذي بين الدنيا والآخرة، وذلك ما ورد أنه عليه الصلاة والسلام قال: إنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم، فأما المؤمن، أو الموقن فيقال له: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيقول: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة؛ فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد ؛ فيقال: قد عرفنا ذلك فنم، فينام نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وريحانها، فيقول: ربي أقم الساعة؛ وذلك لما يرى من النعيم الذي أعده الله له في الدار الآخرة، وأما الكافر، أو المرتاب والمنافق ونحوه فإنه إذا سئل يقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته؛ فيعذب في البرزخ بين الدنيا والآخرة، ويضربونه بمرزبة فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق، ثم يضيق عليه قبره، ثم يفتح له باب إلى النار فيأتيه من عذابها وسمومها فيقال: هذا منزلك في الآخرة، فيقول: ربي لا تقم الساعة .
كذلك يبقون في البرزخ إلى أن ينتهي أجل هذه الدنيا الأجل الذي جعله الله حدا لهذه الحياة الدنيا فإذا انتهت الدنيا، أو حصل من قدر الله تعالى وجوده من الخلق عند ذلك ينفخ في الصور.