لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
مواعظ وذكرى
5694 مشاهدة
أحوال الميت في القبر

وردت الأدلة في الامتحان في البرزخ الذي بين الدنيا والآخرة، وذلك ما ورد أنه عليه الصلاة والسلام قال: إنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم، فأما المؤمن، أو الموقن فيقال له: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيقول: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة؛ فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد ؛ فيقال: قد عرفنا ذلك فنم، فينام نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وريحانها، فيقول: ربي أقم الساعة؛ وذلك لما يرى من النعيم الذي أعده الله له في الدار الآخرة، وأما الكافر، أو المرتاب والمنافق ونحوه فإنه إذا سئل يقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته؛ فيعذب في البرزخ بين الدنيا والآخرة، ويضربونه بمرزبة فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق، ثم يضيق عليه قبره، ثم يفتح له باب إلى النار فيأتيه من عذابها وسمومها فيقال: هذا منزلك في الآخرة، فيقول: ربي لا تقم الساعة .
كذلك يبقون في البرزخ إلى أن ينتهي أجل هذه الدنيا الأجل الذي جعله الله حدا لهذه الحياة الدنيا فإذا انتهت الدنيا، أو حصل من قدر الله تعالى وجوده من الخلق عند ذلك ينفخ في الصور.