الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
الجهل وآثاره
22632 مشاهدة print word pdf
line-top
حضور الندوات والحلقات العلمية

وعندنا -مثلا- الندوات والحلقات العلمية التي تقام في المساجد والجوامع الأخرى ونحوها، ولا شك أيضا أن فيها ما يزيل الجهل، وما يبصر الإنسان لما خلق له دون عناية أو كلفة أو نحوها، فهي في كل الأماكن وبواسطة السيارات تصل إلى طرف البلاد الذي فيه محاضرة أو مذاكرة أو نحو ذلك ، وعندنا -مثلا- الخطب التي تخطب علينا في كل جمعة غالبا أنها تشتمل على أحكام، وتشتمل على مواعظ ونحوها ولكن يؤسفنا أن الناس يستمعون إلى الخطبة ثم إذا انصرفوا إلى مجالسهم لا يذكرون شيئا مما استفادوه بينما يتكلمون في أمورهم العادية في أمور دنياهم وفي مباحثهم ونحو ذلك ولا يقولون قال الخطيب كذا وحفظنا منه واستفدنا منه كذا وكذا حتى يتفقدوا أنفسهم هل هم عاملون بها أو ليسوا بعاملين حتى يستفيدوا، ولقد اجتهدت حكومتنا -أيدها الله تعالى - ببذل الوسائل التي تزيل الجهل وتمحو الأمية عن المسلمين؛ فيبقى المسلمون كلهم إما علماء، وإما مستعدون للعلم، ولو لم يكن إلا المدارس النهارية والليلية ولكن للأسف أن الكثير من الكبار أو المتوسطين في التعليم يبقون على جهلهم ولا يسألون ولا يتعلمون ولا يقرأون، وكأن الذي حملهم على ذلك هو الكبر والاستحياء أو نحو ذلك ، وقد ورد في بعض الآثار لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر فلا يغلبك هذان الأمران، بل تواضع لربك، واقرأ وتعلم ولو على ولدك واستفد منه، وإن كان ابن عشر سنين ونحو ذلك، ولو على ولد صديقك ، اقرأ عليه آيات من القرآن، وهو يرد عليك ويعلمك ، تواضع ولا تستحي ولا تتكبر حتى يزول بذلك الجهل ويحل مكانه العلم وإذا حل العلم -إن شاء الله- تبعه العمل .
هذا تنبيه على بعض هذه المسائل، والمسألة أعظم من أن يحيط بها ذلك، فعلى المسلمين أن يكونوا منتبهين لذلك، وعليهم أن يحتاطوا لهذه الأمور ، وعليهم أن يبذلوا الجهد الذي يكونون به عالمين عاملين إن شاء الله .
نسأل الله أن يرزقنا علما نافعا، وعملا صالحا متقبلا، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله أعلم.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

line-bottom