الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
النخبة من الفتاوى النسائية
74308 مشاهدة
المقدمة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد :
إن من فضل الله علينا جميعا أن يسر لنا العلم وهيأ لنا سبله وجعل طلب العلم من أعلى المراتب واسمى المقاصد ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر .
وقد من الله علينا أن جعل في عصرنا علماء مخلصين أفذاذا ، عاملين بما علموا قدموا كل ما عندهم في خدمة العلم ، ولهم باع طويل في الدعوة إلى الله ، ومن حقهم علينا أن نرد لهم جميل ما قدموه في هذا الطريق ، ومن ذلك أن نسعى ونجتهد لكي نحفظ هذا العلم الذي تعلمناه عنهم .
ومن أولئك العلماء شيخنا وعالمنا ووالدنا الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين فقد من الله علي بجمع فتاويه التي تصدر عنه في مكتبه ، وقد اتفقت مع أحد طلبة الشيخ على أن يقوم هو بدوره بترتيب الأسئلة وتخريج الآيات والأحاديث ، وحرصا على أن تعم الفائدة فقد قام بتخريج مفصل للحديث ؛ حيث بين فيه الراوي واسم الكتاب واسم الباب وذكر صحة الحديث في الغالب وذكر كلام بعض أهل العلم على بعض الأحاديث أو على أسانيدها .
وبعد ذلك عرضنا على فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين - حفظه الله - جميع الأسئلة والأجوبة وتخريج الأحاديث ، وقد راجعها وأقرها وكتب في ذلك مقدمة لهذا الكتاب ، وقد وضعت في نهاية هذا الكتاب فهرسا للآيات والأحاديث والأبواب والأسئلة ؛ لعلها أن تسهل للأخ القارئ تصفح هذا الكتاب الذي حرصنا فيه على جمع أغلب الفتاوى وحصرها فيما يخص المرأة المسلمة خاصة والفتاوى العائلية عامة من ناحية الزواج والطلاق والخطبة .
هذا والله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، وأن ينفع في هذا العمل المتواضع ، وأن يجزي شيخنا الفاضل خير الجزاء ، وأن يجعل ما قدم في موازين حسناته يوم القيامة إنه جواد كريم . والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وكتبه
عبد الله بن سعد الحوطي
الرياض 15 / 9 / 1416 هـ