لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
خطبة الجمعة العطيف
6691 مشاهدة
الطاعات التي يتقرب بها غير الحجيج

أما أهل القرى فيتقربون إلى الله تعالى بصيام يوم عرفة ؛ لأنه من أفضل الأيام، ومن قدر على أن يصوم الأيام التي قبله فذلك خير وأجر كبير، يتقربون أيضا بصلاة العيد؛ أي الصلاة التي يصلونها وهي صبح اليوم العاشر؛ يتلقون فيها تعاليم وخطبا، ويتلقون فيها نصائح وإرشادات، كذلك أيضا يشاركون إخوانهم الحجاج في ذبح الأضاحي، التي هي سنة أبينا إبراهيم لما أن الله تعالى أمره بذبح ولده وفلذة كبده، فعزم على ذلك وامتثل الأمر، ثم إن الله تعالى فدى إسماعيل بكبش أقرن كبير؛ فكانت سنة مؤكدة في المسلمين: أنهم في هذا اليوم يتقربون إلى الله تعالى بذبح ما تيسر من هذه الأضاحي التي يسرها الله تعالى وسخرها في قوله تعالى: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ من نعم الله أنه سخر لنا هذه البهائم، لو شاء لأذهبت كما تذهب الوحوش كما تذهب الظباء والوعول، ولكن ذللها وجعلها طوع الإنسان؛ بحيث إنه يتمكن من حبسها، وأخذ صوفها ووبرها، ويتمكن من ركوبها، ويتمكن من ذبحها وأكل لحمها؛ فكانت هذه نعمة عظيمة، لذلك على المسلم أن يذكر الله تعالى، ويشكره على ما أولاه من هذه النعم، وأن يكثر من ذكره ولا يغفل عن ذكره؛ فإن الله تعالى نهى عن الغفلة في قوله: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ .