إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
فتاوى رمضانية
15327 مشاهدة print word pdf
line-top
مشاريع تفطير الصائمين في المساجد

سؤال: انتشرت في السنوات الأخيرة مشاريع تفطير الصائمين في المساجد فما رأيكم فيها؟ وهل تحثون على التبرع لها؟
الجواب: هذه مشاريع خيرية تعاونية يقصد منها الثواب والأجر الوارد في تفطير الصوَّام، فقد ورد في الحديث: أن من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء، وكان مغفرة لذنوبه، وعتقا لرقبته من النار، يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على مِذقة لبن أو شربة ماء أو تمرة، وأن من سقى صائما سقاه الله من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وحيث إنه يوجد الآن الكثير من العمال الفقراء، وكذا من المواطنين الذين يعوزهم الحصول على الأكل وأكثرهم دخله قليل وربما لا يعمل، ولديهم غالبا عوائل وأسر، فأرى أن تشجيع هذه المشاريع والمساهمة معهم فيه أجر كبير، وكذا يثيب الله من قام بخدمتهم في الطبخ والإعداد وتقديم المأكولات المناسبة، وكذا من سعى في جمعهم وإعلامهم وحملهم وإرجاعهم؛ وذلك لأنه من التعاون على الخير، وهكذا المشاريع الأخرى كجمع التبرعات والزكوات وتفريقها على المستضعفين وعلى الجمعيات والمبرات الخيرية.

line-bottom