اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
فتاوى رمضانية
9571 مشاهدة
مشاريع تفطير الصائمين في المساجد

سؤال: انتشرت في السنوات الأخيرة مشاريع تفطير الصائمين في المساجد فما رأيكم فيها؟ وهل تحثون على التبرع لها؟
الجواب: هذه مشاريع خيرية تعاونية يقصد منها الثواب والأجر الوارد في تفطير الصوَّام، فقد ورد في الحديث: أن من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء، وكان مغفرة لذنوبه، وعتقا لرقبته من النار، يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على مِذقة لبن أو شربة ماء أو تمرة، وأن من سقى صائما سقاه الله من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وحيث إنه يوجد الآن الكثير من العمال الفقراء، وكذا من المواطنين الذين يعوزهم الحصول على الأكل وأكثرهم دخله قليل وربما لا يعمل، ولديهم غالبا عوائل وأسر، فأرى أن تشجيع هذه المشاريع والمساهمة معهم فيه أجر كبير، وكذا يثيب الله من قام بخدمتهم في الطبخ والإعداد وتقديم المأكولات المناسبة، وكذا من سعى في جمعهم وإعلامهم وحملهم وإرجاعهم؛ وذلك لأنه من التعاون على الخير، وهكذا المشاريع الأخرى كجمع التبرعات والزكوات وتفريقها على المستضعفين وعلى الجمعيات والمبرات الخيرية.