إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
فتاوى في الطهارة الشرعية وموجباتها
12393 مشاهدة
إلى الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حميد الشيم، كريم الطباع، صاحب الفضيلة، الوالد الشيخ الدكتور: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأسأل الله -جل وعلا- أن يجعل بذلكم للعلم في ميزان حسناتكم، وأن يديم عليكم السعادة ويرزقكم الحسنى وزيادة.
صاحب الفضيلة، خرجت بحمد الله رسائل في صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- لسماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز ولصاحب الفضيلة الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني -رحمهما الله تعالى- ورسالة ثالثة لفضيلتكم، وفي السوق أيضا رسائل أخرى، وأقبل طلبة العلم على هذه الرسائل لعظم فائدتها رغم صغر حجمها، فقد ذكرت الناس بسنن الصلاة القولية والفعلية بأخصر عبارة وأعذب أسلوب وأصح دليل.
وقد رغب بعض الأفاضل أن تخرج رسالة في صفة الوضوء وسننه، وما يقال قبله وبعد الفراغ منه؛ ليجتنب البعض الإسراف فيه، وليتبين لهم الوضوء الثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلعل ذلك أن يكون دواء لمن ابتلي بالوسواس فأرهق نفسه وأشغل غيره، فعاش في ضيق واكتئاب، فالرسالة -بإذن الله- ستذكر بالسنة وتنهى عن الإسراف والابتداع، ولكم -أيها الشيخ الكريم- الحب والتقدير والشكر الجزيل والدعاء الخالص، والله يرعاكم ويسدد على الخير خطاكم.
ابنكم المحب
طارق بن محمد بن عبد الله الخويطر
المدرس بمعهد القرآن الكريم بالحرس الوطني