إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
لقاء مفتوح بمخيم الردف
3641 مشاهدة
تقديم

فـأنتـم أحبـائي فحيهلا بكـم
وحيهـلا بالطيبـين وأنعمــوا
لكل امرئ منكـم سـلام يخصه
يبلغـه الأدنى إليـه وينعـــم
حياكم الله في هذا المخيم الصيفي الثالث بمنطقة الطائف والذي أعدته ونظمته وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف، والدعوة والإرشاد.
أيها الأخوة: تأملوا من أسعد منا ضيفا، ومن أكرم منا فخرا، بأن كان ضيفنا في هذه الليلة عالم من علماء الإسلام، وشيخ من مشايخنا الكرام، وداعية من دعاة الأنام؛ إنه علامة عصرنا، وفقيه زماننا، ومحدث ديارنا، إنه فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو إدارة البحوث العلمية والإفتاء سابقا.
فباسمكم جميعا أيها الأحبة؛ نرحب بفضيلته، ونحيي بمقدمه، ولا نملك لفضيلته على إجابته للدعوة، وتلبيته للطلب، وتواضعه لزيارتنا ومشاركتنا في هذا المخيم الدعوي، لا نملك لفضيلته إلا الدعاء والترحيب؛ فحياه الله زائرا، وحياه الله داعيا، وأهلا وسهلا به واعظا ومحدثا، ومرحبا به مفتيا ومعلما.
حـييت يا شيخ الأنــام وضيفنـا
شـيخ الرياض ونجـدنا المعطـاء
أهلا بمن حمل الهـدى في جـوفه
بشــمائل مـن سـير النــبلاء
أعنـي بـه الجبرين شيخ فاضـل
الشـيخ عبـد الله ذي العليـــاء
هـذا المخيم زانه شيخ الهــدى
فليسـعد الأهلـون دون عنـــاء
شـيخ دعونـاه ولبـى نداءنــا
لا يبتغـي جـاهــا وحـب ثـراء
ومكـارم الأخــلاق فيـه سجية
لا ريـب تلـك حقيقـة الفضــلاء
يـا ابن جـبرين الوفـود تجمعت
حـدثهمـو يـا شـيخ بالإفتـــاء
والنصــح والتوجيه منكم رائـد
عـل الكــريم يبـارك الإهــداء
واللـه أسـأل أن يبـارك فيكمو
ويزيـدكم علمـا وعظـم جــزاء
واللـه يكـرمكـم مقـاما عاليا
فـي جنـة الخـلد مع الشهــداء
أيها الأحبة، لا أطيل عليكم أكثر من ذلك، وإلا فحق الشيخ علينا كبير، وقدره في نفوسنا كثير، وما سمعتم قليل من كثير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يشكر الله من لا يشكر الناس فأترككم مع فضيلته، وأقول: يا فضيلة الشيخ، تفضل، وأسمعنا ما يفتح الله به عليك، وعطر آذاننا بحديثك، وآنس قلوبنا بموعظتك وفتاويك، وهؤلاء الجموع تستمع إلى لقائك المبارك، فتفضل مأجورا مشكورا.