اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
أسماء الله وصفاته
23945 مشاهدة
إنكار المعتزلة صفة الكلام لله تعالى والرد عليهم

أما الذين نفوا هذه الصفة كالمعتزلة فإنهم بالغوا في إنكارها، وادعوا أن الكلام لا يكون إلا من اللسان ومن اللهوات ومن الحنجرة ومن الشفتين وإثبات ذلك تشبيه، الرب ليس شبيها بعباده، ولا يعرف كلام إلا ما يسمع من المتكلم، والجواب: أن هذا فيما تعرفونه أما الرب تعالى فإنه يتكلم كما يشاء وأيضا فإن الله تعالى جعل لكل شيء كلاما بحسبه مع إثباته ذلك للجمادات، قال الله تعالى مخاطبا السماوات والأرض: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ تكلمت السماوات والأرض قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فهل للسماوات لسان أو لهوات أو شفاه؟ أنطقها الله تعالى بل أخبر الله أيضا بأن الجوارح تنطق أن الأيدي تنطق مع أنه ليس لها لسان ولا لهوات، وكذلك الأرجل وكذلك الجلود وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ أنطق الله كل شيء وأخبر أيضا بأن الأرض تتكلم، ذكروا في تفسير قول الله تعالى: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا أن الأرض تحدث بما عمل عليها كل بقعة تتكلم، وتقول: عمل علي فلان كذا خيرا أو شرا وهذه البقعة لا يقال: إن لها لسانا ولا لهوات ولا غير ذلك من الجوارح التي هي آلة الكلام؛ ولكن ينطقها الله تعالى فكيف يقال: إن إثبات الكلام لله يلزم منه أن يكون شبيها بكلام المخلوقين؟
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشدة وقع كلام الله عندما يسمعه الملائكة؛ فيصعقون وتسمعه السماوات ترتجف رجفة أو رعدة شديدة خوفا من الله تعالى، وكذلك أخبر الله بأن المخلوقات أيضا تتكلم، في قوله تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وإن من شيء يعني: يدخل في ذلك الجماد، ويدخل فيه الحيوانات، ويدخل فيه الوحوش وما أشبهها، أنها تسبح بحمده يعني: إما بلسان الحال وإما بلسان المقال، وإن من شيء. فإذا قيل: إن هذه الجمادات تسبح بحمده فهل يقال: إن لها ألسنا وإنها تسمع، يعني: يسمع كلامها، نقول: هذا ليس بلازم، فعلى هذا كيف تنكرون أن يكون الله تعالى يتكلم كما يشاء؟ فإنه سبحانه يفعل ما يشاء، ويتكلم كيف يشاء، ولا يلزم من إثبات كلامه تشبيه ولا تمثيل.
لنقف عند هذا وللكلام صلة فيما يتعلق في القرآن كلام الله.