إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
أسماء الله وصفاته
23972 مشاهدة
الفرق بين المعتزلة والجهمية

زادوا على المعتزلة، يعني: غلاة الجهمية زادوا على المعتزلة؛ فإن المعتزلة يثبتون الأسماء؛ ولكنهم لا يثبتون دلالاتها على الصفات؛ فإنهم يقولون: إن الله سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، عليم بلا علم، عزيز بلا عزة، قدير بلا قدرة، وهكذا فينفون عنه دلالة الأسماء على الصفات، هؤلاء المعتزلة.
وأما غلاة الجهمية؛ فإنهم ينكرون هذه الأسماء ، ويقولون: إن الله لا يسمى بذلك ، وإنما ذكرت على وجه المجاز لا على وجه الحقيقة، ولأجل ذلك يرى كثير من العلماء أنهم كفروا بذلك .
ذكر بعض العلماء أن امرأة جهم سمعت رجلا يقول: الله فوق عرشه، فقالت: محدود على محدود . قال بعض العلماء: كفرت بهذه الكلمة، يعني: أنها على معتقد زوجها، أدلت بهذه الشبهة؛ فكفروها بهذه الكلمة.