إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
أسماء الله وصفاته
23969 مشاهدة
أقسام التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
درسنا في توحيد الأسماء والصفات، نتكلم على هذا القسم بما يسر الله تعالى دون أن نتقيد بموضوع أو بكتاب معين؛ وذلك لأن ترتيب الكتب التي ألفت يختلف، إذ كل منهم -من الذين ألفوا- قدم أحيانا، وقد أخر أحيانا؛ فلأجل ذلك نبدأ في هذا اليوم بمقدمة، وفي الأيام الآتية نأخذ كل يوم صفة من الصفات، يعني: مثل صفة العلو والاستواء، والصفات الذاتية، والصفات الفعلية، وكذلك من الصفات أيضا إثبات الرؤية، وهذه أمثلة من العلوم من كل مثال درس يومي، أو بعض يوم.
والآن نبدأ في المقدمة.
قسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
توحيد الربوبية: الاعتقاد بأن الله هو الخالق الرازق، وأنه رب العالمين، وأنه المتصرف في الكون، وأنه مالك للملك، وهذا هو التوحيد الذي أقر به المشركون، ولم ينفعهم ولم يعصم دماءهم وأموالهم.
توحيد الألوهية: هو صرف جميع أنواع العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه، وهذا التوحيد هو الذي بعثت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وهو الذي لأجله شرع الجهاد والقتال في سبيل الله، وهو الذي حصل فيه النزاع بين المشركين وبين رسلهم.
أما توحيد الأسماء والصفات: فهو إثبات صفات الله تعالى على ما يليق به بحسب ما ورد في الأدلة، ونفي التشبيه عنها، وإثبات كل صفة جاء الدليل لإثباتها؛ فهذا التوحيد قد أثبت بعضه المشركون، ولم يكن عندهم فيه شيء من التفاصيل ولكن حصل النزاع فيه من بعض المبتدعة الذين أنكروا بعضه، أو أنكروا جميع الصفات، وصاروا يجادلون في صفات الله تعالى، يبالغون في إنكارها، وسبب ذلك؛ إما تحكيم عقولهم، العقول الفاسدة التي جعلوها معيارا لما يثبت من الأسماء والصفات، مع تفاوتهم واختلافهم، وإما التشكيك في إثباتها بسبب ما تلقوه من الكتب التي ترجمت من اللغات اليونانية إلى اللغة العربية، وقرأها الكثيرون، فوقعوا في حيرة، فكان في ذلك سبب كبير في وقوع هذا الإنكار، وهذا الاعتقاد السيئ الذي حصل من كثير من المسلمين بسبب سماعهم وإصغائهم، وقراءتهم لتلك الكتب التي تشبه على من سمعها، وعلى من قرأ فيها.