لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
38069 مشاهدة
نصيحة إلى نصارى العرب

[س 13 ]: ما نصيحتكم- سلمكم الله- إلى نصارى العرب، خاصة الذين يتكلمون بلغة القرآن الكريم، وإلى جميع النصارى عامة الذين يرفعون عيسى -عليه السلام- إلى مرتبة الألوهية؟ وما الكتب التي تنصحونهم بقراءتها حتى تتضح لهم حقيقة عقيدة النصارى؟
الجواب: لا شك أن العرب الذين تنصروا وهم يعرفون اللغة العربية ويفهمون دلالة القرآن وحججه قد انخدعوا وخالفوا المعقول والمنقول، وقد قامت عليهم الحجة، فنصيحتنا لهم أن يفكروا في معتقدهم وديانتهم، فإن قول النصارى بأن عيسى هو الله أو هو ابن الله قول تنكره العقول السليمة والفطر المستقيمة، فقد قال تعالى مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ فهذا بيان أن عيسى مخلوق قد حملته أمه كما تحمل النساء، وولدته بعد أن أخذها الطلق، كما قال تعالى: فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ (أي طلق الولادة)، ثم إنه احتاج إلى المهد في صغره كالأطفال، وجعل الله من آيات قدرته قوله: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ولا شك أنه مع الأكل والشرب يحتاج إلى التخلي وخروج الرجيع كما في غيره، ونحو ذلك من صفة الإنسان، فكيف يقال: إنه ابن الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا؟
ثم إن النصارى يعترفون بأن اليهود قبضوه، وقتلوه، وصلبوه؛ فلهذا يعظم النصارى الصليب؛ لأنه الذي صلب عليه ربهم، وهذا غاية السفه، فإنه يستحق التحطيم والإتلاف فضلا عن الإقرار، وأيضا فلو فكروا في الأدلة التي تثبت أنه مخلوق يولد من أنثى لعرفوا أنه لا يستحق أن يعبد، أو أن يعتقد فيه أنه ابن الله، فهو إنما تميز بالمعجزات التي جعلها الله دلالات على أنه مرسل من ربه كسائر الرسل.
وننصح النصارى بقراءة كتاب (الجواب الصحيح في الرد على عباد المسيح) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقراءة كتاب (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) لابن القيم، وكتاب (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) لابن القيم، وكتاب (الرد على عباد الصليب) لابن معمر، وكتاب (الصراع بين الإسلام والنصرانية) للصعيدي، ونحوها من كتب المتقدمين وغيرهم.