قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
38035 مشاهدة
أيحكم على من لبس الصليب بالكفر والخروج عن الإسلام

[س 43]: أيحكم على من لبس الصليب بالكفر والخروج عن الإسلام أم يختلف الحكم على حسب اعتقاد لابسه إن كان معتقدا اعتقاد النصارى، أم متشبها بهم؟
الجواب: لا شك أن النصارى قد ضلوا سبيلا في تعظيمهم للصليب ورسمه في لباسهم وعلى أجسادهم، وهكذا من تشبه بهم في لباسه وتعظيمه إذا علم بأنه معبود النصارى وشعار دينهم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- من تشبه بقوم فهو منهم . رواه أحمد وأبو داود عن ابن عمر، ويعذر الجاهل الذي لا يعرف مقصد من ركبه، أو رسمه في ثوب أو صنعة، وكذا إذا لم يكن صليبا واضحا كالرسوم والنقوش التي توجد في الفرش واللحف التي لا يتضح كونها صليبا، ومع ذلك فعلى المسلم الحذر والانتباه لحيل النصارى في شعارهم وما يعظمونه، ولا شك أن عبادتهم لهذا الصليب غاية الجهل والسفه وضعف التفكير، ولذلك قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان:
أعبـاد الصليـب لأي معنـى
يعظـم أو يقبـح مـن رمـاه
وهل تقضي العقول بغير كسر
وإحــراق لـه ولمـن نعـاه
إذا ركـب الإلـه عليـه كرها
وقــد شـدت لتسـمير يـداه
فــذاك المركب الملعون حقا
فدســه لا تبســه إذا تـراه
يهـان عليـه رب الخلق طرا
وتعبــده فـإنك مـن عـداه


قال: (ومن العجيب أنهم يقرؤون في التوراة: ملعون من تعلق بالصليب. وهم قد جعلوا شعار دينهم ما يلعنون عليه، ولو كان لهم أدنى عقل لكان الأولى بهم أن يحرقوا الصليب حيث وجدوه، ويكسروه ويضمخوه بالنجاسة، فإنه قد صلب عليه إلههم ومعبودهم بزعمهم، وأهين عليه وفضح وخزي، فيا للعجب! بأي وجه بعد هذا يستحق الصليب التعظيم لولا أن القوم أضل من الأنعام؟
وتعظيمهم للصليب مما ابتدعوه في دين المسيح بعده بزمان، فاتخذته هذه الأمة معبودا يسجدون له، وإذا اجتهد أحدهم في اليمين حلف بالصليب، ولو كان لهذه الأمة أدنى مسكة من عقل لكان ينبغي لهم أن يلعنوا الصليب من أجل معبودهم وإلههم حين صلب عليه ... إلخ) والله أعلم.