الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
110233 مشاهدة
من آداب الحج تعلم أعمال الحج كلها

كذلك أيضا من الآداب: أن يتعلم الحاج أعمال الحج كلها؛ حتى يفعلها كما أمر، ولا يخطئ ولا يخالف في شيء منها، ولا يتخلف عن شيء منها؛ فيحرص على تعلم السنن وعلى تعلم الواجبات والأركان وعلى تعلم المبطلات والمنقصات للأجر، وما أشبه ذلك؛ فإذا تعلمها حرص على أن يطبقها، كل شيء فيه أجر وهو من السنة وحرص المسلم على أن يعمل به فإن له أجر .
فمن ذلك التأدب عند رمي الجمرات. رمي الجمرات من أسباب ذكر الله تعالى، شرع لأجل أن يذكر بالله تعالى؛ فعليه ألا يزاحم زحاما شديدا حتى لا يؤذي غيره، إذا وجد سعة وإلا تأخر إلى أن يجد سعة ثم يرمي بهدوء.
وكذلك يمتثل السنة فلا يرمى بحجارة كبار ولا بحجارة صغار جدا؛ بل مثل حصى الخز، كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا أيضا يحرص على الأعمال التي تعمل في يوم النحر، فإذا كان معه هدى ذبحه بعد الرمي، وحلق بعد ذلك، وحرص أيضًا على أداء الطواف بالبيت الذي هو من أركان الحج، وكذلك من أركان العمرة.
الطواف بالبيت أيضا له آداب ينبغي أن يتأدب بها المسلم، وكذلك السعي؛ وذلك لأنهما من شعائر الله كما ذكر الله، فإذا ابتدأ بالطواف بالبيت الذي أمر الله به في قوله: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ فإن عليه أن يحرص على العمل بالسنن التي أمر بها؛ فيجعل البيت عن يساره، ويحاذي الحجر الأسود بكل بدنه، ويطوف سبعة الأشواط في هدوء وسكينة، ولا يضايق غيره، ويشتغل في طوافه بالأدعية وقراءة القرآن والذكر ذكر الله تعالى وما إلى ذلك؛ حتى يكمل طوافه.
وهكذا أيضا يحرص على أن يكمله كما أمر الله، فهذا لا شك أنه من الآداب التي ينبغي أن يتأدب بها.
بعد ذلك. هذه الأعمال الصالحة لا شك أن من يقع ثم ينقطع؛ بل لا بد لها من علامات، ولا بد لها من آثار؛ فإن كل عمل صالح له آثار على من عمله وتقرب به، فمن ذلك الحج.