الإعلام بكفر من ابتغى غير الإسلام
مصير أطفال المسلمين وأطفال المشركين
السؤال: نرجو بيان القول الفصل والراجح في مصير أطفال المسلمين وأطفال المشركين رأس> بالتفصيل مع ذكر الأدلة من الكتاب والسنة؟
سؤال> الجواب:
يُراد بالأطفال كل من مات قبل البلوغ ولم يدرك التكليف. فأما أولاد المسلمين ، فالصحيح: أنهم في الجنة مع آبائهم، وينتظرونهم عند أبواب الجنة، ويقال في الدعاء له عند موته في الصلاة عليه: اللهم اجعله ذخرا لوالديه وفرطا وأجرا وشفيعا مجابا، اللهم ثقل به موازينهما إلخ... وقد ذكر ابن كثير اسم> عند تفسير قوله تعالى: رسم> وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا قرآن> رسم> أن القاضي أبا يعلى اسم> حكى عن الإمام أحمد اسم> أنه قال: لا يختلف فيهم أنهم من أهل الجنة، وقد يستدل على ذلك بقوله تعالى: رسم> وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ قرآن> رسم> فأما أولاد المشركين الذين ماتوا قبل البلوغ وآباؤهم كفَّار، ففيهم خلاف طويل، وقد تكلم عليهم ابن القيم اسم> في طريق الهجرتين في الطبقة الرابعة عشرة من طبقات المكلفين، فذكر فيهم ثمانية أقوال :
الأول: الوقف فيهم وترك الشهادة بأنهم في الجنة أو في النار، ودليله ما في الصحيحين عن أبي هريرة اسم> وعن ابن عباس اسم> رسم> أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عمن يموت وهو صغير من أولاد المشركين فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين متن_ح> رسم> > .
الثاني: أنهم في النار: لما روى أبو عقيل اسم> عن بهية اسم> عن عائشة اسم> رسم> أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين قال: في النار رسم> و أبو عقيل اسم> ضعيف.
الثالث: أنهم في الجنة لما في حديث سمرة اسم> الطويل في المنام عند البخاري اسم> رسم> لما ذكر أن الولدان مع إبراهيم الخليل اسم> قيل له: وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين رسم> .
الرابع : أنهم في منزلة بين المنزلتين بين الجنة والنار، كأصحاب الأعراف، ثم أنكر هذا القول ورده.
الخامس: أنهم تحت المشيئة، وهذا قول المرجئة.
السادس: أنهم خدم أهل الجنة، يعني الولدان الذين ذكرهم الله بقوله: رسم> يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ قرآن> رسم> .
وذكر عن الدارقطني اسم> حديثا عن أنس اسم> مرفوعا: رسم> سألت ربي للاهين من البشر أن لا يعذبهم، فأعطانيهم فهم خدام أهل الجنة رسم> وهو حديث ضعيف.
السابع: أن حكمهم حكم آبائهم في الدنيا والآخرة، فكما هم منهم في الدنيا فهم منهم في الآخرة، أي لو أسلم الآباء بعد موت الأطفال كان أولادهم معهم في الحكم.
الثامن: أنهم يمتحنون في عرصات القيامة ويرسل إليهم هناك رسول، وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار، ويكون قوله صلى الله عليه وسلم: الله أعلم بما كانوا عاملين، أي: عند امتحانهم واختبارهم يظهر معلوم الله فيهم، ويتبين من يعلم الله فيه الخير أو الشر، ويجازون حسب ما يعلم الله فيهم من الأهلية واستحقاق الثواب أو العقاب، وقد وردت بذلك أخبار كثيرة، ذكر بعضها ابن كثير اسم> عند تفسير قوله تعالى: رسم> وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا قرآن> رسم> و ابن القيم اسم> في الطبقة الرابعة عشرة في القول الثامن فيهم في آخر طريق الهجرتين والله أعلم.
مسألة>