تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
خطبة الجمعة العطيف
6703 مشاهدة
من تأخر عن أداء فريضة الحج

فبعد ذلك نقول: إن من تأخر عن أداء فريضة الحج، وقد تيسرت أسبابه يعتبر مفرطا، ويعتبر مهملا؛ حيث إنه ترك ركنا من أركان الدين وهو قادر عليه، واعتبره بعض الصحابة كافرا أو نصرانيا قال عمر -رضي الله عنه- أما لقد هممت أن أبعث إلى هذه القرى، فمن قدر على الحج فلم يحج أن أضع عليهم الجزية؛ ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين.
وكذلك روي عن علي أنه قال: من قدر على الحج ولم يحج يعني الفريضة فليمت إن شاء يهوديا، وإن شاء نصرانيا. وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على المبادرة والإسراع لأداء هذا النسك فقال: بادروا بالحج -يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ؛ وذلك أن الإنسان لا يدوم على حاله؛ ففي هذه الأزمنة قد يكون هو آمن مطمئن، فقد يتبدل الأمن بالخوف، وقد تتبدل الصحة بالمرض، وقد يتبدل الغنى بالفقر، وقد يتبدل الصغر بالكبر، ويتبدل الشباب بالهرم؛ فيعوقه عائق، ويعتبر مفرطا مهملا؛ فيكون ملوما؛ حيث إنه فرط وهو قادر.