اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
كلمة للعاملين في مكافحة المخدرات
3971 مشاهدة print word pdf
line-top
المخدرات وسيلة من وسائل الحرب الحديثة على المسلمين

فنقول: هنيئا لكم أيها الإخوة، الذين تكافحون هذه الأمراض الفتاكة، وتحرصون على القضاء عليها، وتعاقبون من قبضتم عليه ممن يروجها أو ممن يتعاطاها، فأبشروا أنكم كالمرابطين في هذه الثغور؛ فإن الكفار يأتون من الثغرات التي يغفل عنها المسلمون؛ فأنتم على ثغرة من ثغور الإسلام، يقول في الحديث: كلكم على ثغرة من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قِبَله .
قديما كان الكفار يأتون من الطرق التي يُدخَل منها وتسمى الثغور؛ يعني كالطريق الذي لا يجدون مسلكا إلا معه، قديما كانوا يأتون عن طريق البر على خيولهم أو على رواحلهم أو على أرجلهم، فينتبه المسلمون لذلك ويجعلون عند هذه الثغور من يحرسها، وأولئك الحراس يسمون مرابطين، ويسمون حرسا يحرسون بلاد المسلمين حتى لا يفجأهم العدو.
وجاء في الحديث: من رابط يوما في سبيل الله أو رباط يوم في سبيل الله خير مما طلعت عليه الشمس أو كما جاء في الحديث، فيه أحاديث في الرباط كثيرة، ذكر بعضها ابن كثير في آخر تفسير سورة آل عمران -إذا كان موجودا- عند قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا .
فالرباط يكون فيه أجر كبير؛ حيث إن فيه حراسة المسلمين وحراسة بلادهم، والحرص على حمايتهم عن أن يفجأهم العدو، ولكن في زماننا هذا قد لا نستطيع حراستهم كليا؛ لأنهم قد يأتون عن طريق الجو ويفتكون بالبلاد إذا تسلطوا، ولكن لما أذلهم الله عن هذا الأمر -احتالوا هذه الحيل- وهو أن يفسدوا عقولنا، وأن يُهرِّبوا إلينا ويرسلوا إلينا مع دعاتهم ومع أعوانهم من بيننا هذه الأمراض التي يروجونها؛ حتى تنتشر في العالم الإسلامي.
فلأجل ذلك حكومتنا -أيدها الله- حرصت على مكافحة ذلك، وجندت الجنود في أطراف المملكة وفي الأماكن التي يخشى دخولها من جهتها، وفرضت عقوبات -عقوبات بليغة- على الذين يروجون، وعلى الذين يتعاطون هذه الأمور الفتاكة، فنقول: احرص أيها العامل في هذا الميدان على بذل الجهد، وعلى المتابعة لهؤلاء الذين يُدخِلون هذه الأمراض إلى بلاد المسلمين، وأقم عليهم حد الله بما تستطيعه، وبما لك من الصلاحية في ذلك.

line-bottom