إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
كلمة للعاملين في مكافحة المخدرات
4090 مشاهدة print word pdf
line-top
المخدرات وسيلة من وسائل الحرب الحديثة على المسلمين

فنقول: هنيئا لكم أيها الإخوة، الذين تكافحون هذه الأمراض الفتاكة، وتحرصون على القضاء عليها، وتعاقبون من قبضتم عليه ممن يروجها أو ممن يتعاطاها، فأبشروا أنكم كالمرابطين في هذه الثغور؛ فإن الكفار يأتون من الثغرات التي يغفل عنها المسلمون؛ فأنتم على ثغرة من ثغور الإسلام، يقول في الحديث: كلكم على ثغرة من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قِبَله .
قديما كان الكفار يأتون من الطرق التي يُدخَل منها وتسمى الثغور؛ يعني كالطريق الذي لا يجدون مسلكا إلا معه، قديما كانوا يأتون عن طريق البر على خيولهم أو على رواحلهم أو على أرجلهم، فينتبه المسلمون لذلك ويجعلون عند هذه الثغور من يحرسها، وأولئك الحراس يسمون مرابطين، ويسمون حرسا يحرسون بلاد المسلمين حتى لا يفجأهم العدو.
وجاء في الحديث: من رابط يوما في سبيل الله أو رباط يوم في سبيل الله خير مما طلعت عليه الشمس أو كما جاء في الحديث، فيه أحاديث في الرباط كثيرة، ذكر بعضها ابن كثير في آخر تفسير سورة آل عمران -إذا كان موجودا- عند قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا .
فالرباط يكون فيه أجر كبير؛ حيث إن فيه حراسة المسلمين وحراسة بلادهم، والحرص على حمايتهم عن أن يفجأهم العدو، ولكن في زماننا هذا قد لا نستطيع حراستهم كليا؛ لأنهم قد يأتون عن طريق الجو ويفتكون بالبلاد إذا تسلطوا، ولكن لما أذلهم الله عن هذا الأمر -احتالوا هذه الحيل- وهو أن يفسدوا عقولنا، وأن يُهرِّبوا إلينا ويرسلوا إلينا مع دعاتهم ومع أعوانهم من بيننا هذه الأمراض التي يروجونها؛ حتى تنتشر في العالم الإسلامي.
فلأجل ذلك حكومتنا -أيدها الله- حرصت على مكافحة ذلك، وجندت الجنود في أطراف المملكة وفي الأماكن التي يخشى دخولها من جهتها، وفرضت عقوبات -عقوبات بليغة- على الذين يروجون، وعلى الذين يتعاطون هذه الأمور الفتاكة، فنقول: احرص أيها العامل في هذا الميدان على بذل الجهد، وعلى المتابعة لهؤلاء الذين يُدخِلون هذه الأمراض إلى بلاد المسلمين، وأقم عليهم حد الله بما تستطيعه، وبما لك من الصلاحية في ذلك.

line-bottom