اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
كلمة للعاملين في مكافحة المخدرات
3265 مشاهدة
المخدرات وسيلة من وسائل الحرب الحديثة على المسلمين

فنقول: هنيئا لكم أيها الإخوة، الذين تكافحون هذه الأمراض الفتاكة، وتحرصون على القضاء عليها، وتعاقبون من قبضتم عليه ممن يروجها أو ممن يتعاطاها، فأبشروا أنكم كالمرابطين في هذه الثغور؛ فإن الكفار يأتون من الثغرات التي يغفل عنها المسلمون؛ فأنتم على ثغرة من ثغور الإسلام، يقول في الحديث: كلكم على ثغرة من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قِبَله .
قديما كان الكفار يأتون من الطرق التي يُدخَل منها وتسمى الثغور؛ يعني كالطريق الذي لا يجدون مسلكا إلا معه، قديما كانوا يأتون عن طريق البر على خيولهم أو على رواحلهم أو على أرجلهم، فينتبه المسلمون لذلك ويجعلون عند هذه الثغور من يحرسها، وأولئك الحراس يسمون مرابطين، ويسمون حرسا يحرسون بلاد المسلمين حتى لا يفجأهم العدو.
وجاء في الحديث: من رابط يوما في سبيل الله أو رباط يوم في سبيل الله خير مما طلعت عليه الشمس أو كما جاء في الحديث، فيه أحاديث في الرباط كثيرة، ذكر بعضها ابن كثير في آخر تفسير سورة آل عمران -إذا كان موجودا- عند قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا .
فالرباط يكون فيه أجر كبير؛ حيث إن فيه حراسة المسلمين وحراسة بلادهم، والحرص على حمايتهم عن أن يفجأهم العدو، ولكن في زماننا هذا قد لا نستطيع حراستهم كليا؛ لأنهم قد يأتون عن طريق الجو ويفتكون بالبلاد إذا تسلطوا، ولكن لما أذلهم الله عن هذا الأمر -احتالوا هذه الحيل- وهو أن يفسدوا عقولنا، وأن يُهرِّبوا إلينا ويرسلوا إلينا مع دعاتهم ومع أعوانهم من بيننا هذه الأمراض التي يروجونها؛ حتى تنتشر في العالم الإسلامي.
فلأجل ذلك حكومتنا -أيدها الله- حرصت على مكافحة ذلك، وجندت الجنود في أطراف المملكة وفي الأماكن التي يخشى دخولها من جهتها، وفرضت عقوبات -عقوبات بليغة- على الذين يروجون، وعلى الذين يتعاطون هذه الأمور الفتاكة، فنقول: احرص أيها العامل في هذا الميدان على بذل الجهد، وعلى المتابعة لهؤلاء الذين يُدخِلون هذه الأمراض إلى بلاد المسلمين، وأقم عليهم حد الله بما تستطيعه، وبما لك من الصلاحية في ذلك.