(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
لقاء مفتوح مع الإجابة على الأسئلة
2621 مشاهدة
لقاء مفتوح مع الإجابة على الأسئلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
تلبية لطلب الإخوة في المدينة المنورة ناشد أن نأتي إلى هذه البلدة المباركة، ونلتقي بهذه الوجوه الطيبة، وهؤلاء الإخوة المحبين للخير- كما نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا- لنتواصى معهم بوصايا، لعل الله تعالى أن ينفع بها.
فنبدأ هذه الكلمة بوصايا لكم، ونثق- إن شاء الله- أنكم على علم وعلى معرفة، ولكن من باب الوعظ، ومن باب التذكير.
فأولا: أمر الله تعالى بالتذكير ، قال تعالى: فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ ومعنى ذلك: أن الإنسان يكون عارفا بالشيء، ولكن يغفل عنه، ويحتاج إلى مَنْ يُذَكِّرُهُ.
وثانيا: النصيحة، بعث الله تعالى أنبياءه بالنصيحة لأممهم ، وكل واحد يقول: قد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم. ونأمل- إن شاء الله- أنكم تحبون الناصحين، والنبي -صلى الله عليه وسلم - كان يبايع أصحابه على النصيحة.
وثالثا: الدعوة، الدعوة إلى الله تعالى، قد أمر الله بالدعوة إليه بقوله: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ والدعوة إلى الله تعالى أي: دعوة الناس إلى أن يُقْبِلُوا على ربهم، وأن يعبدوه وحده.
ورابعا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قد جعل الله ذلك من صفات هذه الأمة الإسلامية، فقال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وإذا عرفنا ذلك فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، أي: مخافته؛ فإن من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل .
الخوف من الله تعالى هو حقيقة التقوى ، فَمَنِ اتقى الله تعالى خاف من عذابه، ومَنِ اتقى الله تعالى رجا ثوابه، فنوصيكم بتقوى الله تعالى في كل الحالات.
وصية ثانية: وهي تعلم العلم النافع، العلم الذي هو ميراث الأنبياء، وهو أَوْلَى ما يتعلمه المسلم، فتعلموا من القرآن، وتعلموا من السنة، وتعلموا من الأحكام حتى تكونوا على نور وعلى بصيرة.