إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
محاضرة بعنوان توجيهات للأسرة المسلمة
5842 مشاهدة
علامات دالة على صلاح الناشئة

بعد ذلك نذكر بعض الأمور التي هي علامة على صلاح الناشئة، تعرف في ذلك أن هذا نشأ نشأة صالحة, ولو لم تعرفه, ولو لم تعرف اسمه أو ما هو ولده:
أولا: إذا رأيت الشباب الذي في العاشرة إلى العشرين رأيتهم في المساجد في كل الأوقات عرفت أنهم نشأوا نشأة صالحة.
تذكرون ما ورد في ذلك مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يقول: ورجل قلبه معلق بالمساجد فإذا رأيت قلبه معلقا بالمساجد عرفت أنه قد نشأ نشأة صالحة.
كذلك إذا رأيته يجالس الصالحين, عرفت أنه تربى تربية حسنة, رأيته يجالس أهل الخير كبارا وصغارا كان ذلك أيضا من علامات استقامته وصلاحه.
كذلك إذا رأيته يقرأ في المسجد, أو في الحلقات من حفظه أو في المصحف, علمت أنه نشأ نشأة صالحة.
كذلك إذا رأيته يحضر حلقات العلم, عرفت أنه من أهل الخير, وأن ذلك وسيلة من وسائل استقامته على الخير.
كذلك إذا رأيته يأتي إلى المكتبات الخيرية في المساجد أو نحوها, ورأيته يعرف شيئا من مضمونات الكتب المفيدة ومحتوياتها, وإن كان في المرحلة الابتدائية, عرفت بذلك أنه نشأ نشأة صالحة, فنوصي الآباء بهذه التعليمات حتى يحفظوا بذلك أولادهم, ويكونون قد ربوهم تربية صالحة.