اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
15123 مشاهدة print word pdf
line-top
نعمة العقيدة السليمة

كذلك -أيضا- نتذكر نعمة ثالثة: نعمة العقيدة السليمة، العقيدة المستقيمة، عقيدة أهل السنة والجماعة، التي هي:
الإيمان بالله وحده، والإيمان بكتبه ورسله، والإيمان بالبعث بعد الموت، والإيمان بالجزاء على الأعمال، والإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بما يكون في الدار الآخرة، والاستعداد للموت، ولما بعد الموت.
واعتقاد أن ربنا -سبحانه وتعالى- هو العلي الأعلى، وهو مالك الملك، وذو الجلال والإكرام، وهو الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وهو الذي يعلم السر وأخفى، ويعلم الجهر وما يخفى.
نَصِفُهُ -سبحانه- بصفات الكمال، وننزهه عن صفات النقص. ونعتقد أنه يرانا، وأنه يطلع علينا، وأنه لا يخفى عليه من خافية.
هذه العقيدة.. هي عقيدة أهل السنة والجماعة، لم يجعلنا ربنا من أهل البدع المنحرفة -وما أكثرهم-
فهناك من يتنقص الرب –سبحانه- وينفي عنه صفات الكمال. وهناك من يشبهه بصفات المخلوقين. وهناك من ينكر بعث الأجساد، وينكر الجزاء الحسي، والبعث الحسي في الدار الآخرة. وهناك من يبيح المعاصي، ويسهل من أمرها. وهناك من يعذر العبد في المعاصي، ويدعي أنه لا اختيار له.
وهناك.. وهناك من البدع الكثيرة.
وهناك من يكفر المؤمنين، أو يستبيح الخروج عليهم، أو يكفر الصحابة، أو يستبيح سبابهم؛ سبهم وقذفهم وعيبهم.
لا شك أنكم -والحمد لله- قد سلمكم الله تعالى من هذه البدع كلها، ورزقكم الاستقامة على السنة، وعلى عقيدة سلفنا الصالح، وأئمتنا المقتدى بهم.
وإذا عرفنا هذه النعم الثلاث: نعمة الإسلام، ونعمة التوحيد، ونعمة العقيدة؛ نعرف -أيضا- نعما أخرى مَنَّ الله تعالى بها علينا:

line-bottom