لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
11163 مشاهدة
نعمة التوحيد

ثانيا: هدانا الله تعالى للإخلاص الإخلاص هو: إخلاص الدين لله؛ أن رزقنا التوحيد: أن لا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، فلا نحب غيره كحبه، ولا ندعو غيره معه، ولا نخاف إلا منه، ولا نتوكل إلا عليه، ولا نتواضع إلا له وحده، ولا نرجو سواه، ولا نستعين بغيره، هو ربنا وإلهنا ومعبودنا. نعرف أن هناك كثيرا وكثيرا من الذين يتسمون بأنهم مسلمون، وليس معهم إلا مجرد الاسم؛ حيث إنهم أفسدوا إسلامهم، وأفسدوا دينهم، وأشركوا بالله، أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وعبدوا معه غيره، فهؤلاء يدعون القبور، وهؤلاء يدعون الأموات، وهؤلاء يدعون الأشجار والأحجار، ويعظمونها، وهؤلاء يدعون ويعبدون الأشخاص، ويعظمونهم، ويعطونهم خالص حق الله تعالى، وأنتم أيها الموحدون لا تدعون إلا الله. لا شك أنها نعمة كبيرة؛ يجب أن تشكروا الله على هذه النعمة، ويجب أن تحققوها، تحققوا العبادة دائما، وتخلصوا لله وحده، فما أعظمها من نعمة ومن منة!