الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
15121 مشاهدة print word pdf
line-top
الاعتراف بنعم الله تعالى

وإذا عرفنا أنا لا ننفصل في وقت من الأوقات عن نعمٍ لله تعالى تتجدد؛ فإن الواجب علينا أن نعترف بفضل الله، وواجب علينا أن نشكر الله على هذه النعم:
أولا: الاعتراف بأنها فضل الله، ولا نقول: إنها بحولنا وطولنا؛ فنعمة المال ونعمة الرزق ونحوها هي فضل الله، لو شاء لسلبنا ما أعطانا من الأموال، ولو شاء لسلبنا ما نحن فيه من الصحة وبَدَّلها بضدها؛ بدل الصحة بالمرض، وبدل الأمن بالخوف، وبدل الغنى بالفقر؛ فإنه -سبحانه- قادر على كل شيء؛ ولكن من فضله أن من ببقائها، كيف تبقى هذه النعم؟ تبقى إذا اعترفنا أنها من فضل الله علينا ولم ننسبها إلى غيره.
نتذكر أن هناك من كفر نعمة الله، قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا لا شك أن هذا الكفر هو إنكار فضل الله عليهم.
كذلك أيضا أخبر تعالى بأن هناك من نسب النعمة إلى نفسه، ونسوا أنها من الله، قال الله عن قارون لما قال لَهُ قَوْمُهُ: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قال الله، حكى الله عنه أنه قال: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي نسب النعمة إلى نفسه، إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي هذا بقوتي، وهذا بحولي، وهذا بحيلتي، وهذا بعلمي، وهذا بفكري، أنا الذي فكرت، وأنا الذي اجتهدت، وأنا الذي أجهدت نفسي، وأنا العالم بالأسباب، نسي أن ربه هو مسبب الأسباب؛ فكان ذلك سببا في أن نُزعت منه هذه النعمة فخسف الله به وبداره الأرض، ما أغنى عنه ماله ولا أغنى عنه حشمه، ولا أغنت عنه قوته، فهذا كُفر النعم.

line-bottom