تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
محاضرة في حقيقة الالتزام
7337 مشاهدة print word pdf
line-top
معنى وحقيقة الالتزام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، نحمد الله ونشكره، ونثني عليه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا هو، هو ربنا عليه توكلنا وإليه ننيب، ونحمده سبحانه على أن هدانا للإسلام، على أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونحمده سبحانه على أن أقبل بقلوب شبابنا إلى طاعته، وإلى الالتزام بشريعته، وإلى تطبيق واتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
ونتفاءل بما نسمع وبما نرى من هذا الإقبال على الدين، وعلى العلم، وعلى الشرع، وعلى التطبيق لدين الله سبحانه وتعالى، ونتذكر أن هذا من إقبال الدين الذي ورد فيه الحديث بلفظ: إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا، وإن من إقباله أن تفقه العشيرةُ بأسرها, فلا يبقى فيها إلا المنافقُ والمنافقان، فهما مخذولان ذليلان مَهينان، إن تكلما طُرِدَا واضطهدا وأُبعدا، وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو العشيرة بأسرها, حتى لا يبقى فيها إلا العالمُ والعالمان، والفقيهُ والفقيهان؛ فهما ذليلان مقهوران .
وقد كنا قبل ثلاثين أو أربعين سنة نكاد أن نيأس, ونقطع الرجاء؛ لما نراه من الأسباب التي تبعد عن الإسلام وعن الدين، ولما نراه من الجفوة ومن الإدبار، ومن السخرية والاستهزاء حتى في المتعلمين والمتفقهين، ولكن -والحمد لله- رأينا أن إقبال هذا الشباب على التمسك، وعلى الالتزام بالشرع، وعلى الاستقامة أن ذلك حصل له أثر بليغ، وكان من أثره هذه الصحوة الإسلامية، وهذا الإقبال على الإسلام وعلى الشريعة، وهذا التمسك بالدين، وهذه الاستقامة على الحق؛ فذلك مما يبشر بخير.
وحيث اختير لنا أن نتكلم على حقيقة الالتزام, أو كيفية الاستقامة وحقيقتها؛ فلا شك أن الالتزام كلمة عامة, تصدق على الالتزام بالشرع، والالتزام بغيره، ولأجل ذلك: الفقهاء يعبرون بكلمة الملتزم عن الذي يؤخذ عليه عهد أنه إما أن يعمل بأحكام الشريعة، وإما أن يُلزَم بها؛ فيدخل في ذلك الذميون الذين يلتزم معهم أن تطبق عليهم تعاليم الشريعة، يسمى أحدهم ملتزما.
ولكن اصطلح على أنها تطلق على المستقيم على الشرع، المتمسك به؛ وهذا هو الأولى أن نسمي المتدين نسميه: مستقيما، ونسميه: متمسكا بالشريعة, ونسميه: مطيعا لله, وعاملا بشريعته، ومتبعا لرسوله -عليه الصلاة والسلام- وهذا هو الواجب عليه، وهو ملتزم بذلك إن شاء الله.
أما حقيقة الالتزام: فمعروف أنها كون الملتزم يعمل بالسنة، كونه يستقيم على الشريعة، يعمل بها، وتعرفون أن الأعمال التي يعمل بها المتمسك والمستقيم إما أن تكون من الواجبات، وإما أن تكون من السنن، وإما أن تكون من نوافل العبادة, من نوافل الطاعات، وإما أن تكون من فروض الكفايات، كل هذه يتمسك بها الشاب الملتزم، فنذكرها على وجه المثال؛ حتى نعرف بذلك حقيقته، ثم نشير بعد ذلك إلى الحقيقة التي ينبغي أن يكون عليها.

line-bottom