إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
محاضرة في حقيقة الالتزام
7336 مشاهدة print word pdf
line-top
معنى وحقيقة الالتزام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، نحمد الله ونشكره، ونثني عليه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا هو، هو ربنا عليه توكلنا وإليه ننيب، ونحمده سبحانه على أن هدانا للإسلام، على أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونحمده سبحانه على أن أقبل بقلوب شبابنا إلى طاعته، وإلى الالتزام بشريعته، وإلى تطبيق واتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
ونتفاءل بما نسمع وبما نرى من هذا الإقبال على الدين، وعلى العلم، وعلى الشرع، وعلى التطبيق لدين الله سبحانه وتعالى، ونتذكر أن هذا من إقبال الدين الذي ورد فيه الحديث بلفظ: إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا، وإن من إقباله أن تفقه العشيرةُ بأسرها, فلا يبقى فيها إلا المنافقُ والمنافقان، فهما مخذولان ذليلان مَهينان، إن تكلما طُرِدَا واضطهدا وأُبعدا، وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو العشيرة بأسرها, حتى لا يبقى فيها إلا العالمُ والعالمان، والفقيهُ والفقيهان؛ فهما ذليلان مقهوران .
وقد كنا قبل ثلاثين أو أربعين سنة نكاد أن نيأس, ونقطع الرجاء؛ لما نراه من الأسباب التي تبعد عن الإسلام وعن الدين، ولما نراه من الجفوة ومن الإدبار، ومن السخرية والاستهزاء حتى في المتعلمين والمتفقهين، ولكن -والحمد لله- رأينا أن إقبال هذا الشباب على التمسك، وعلى الالتزام بالشرع، وعلى الاستقامة أن ذلك حصل له أثر بليغ، وكان من أثره هذه الصحوة الإسلامية، وهذا الإقبال على الإسلام وعلى الشريعة، وهذا التمسك بالدين، وهذه الاستقامة على الحق؛ فذلك مما يبشر بخير.
وحيث اختير لنا أن نتكلم على حقيقة الالتزام, أو كيفية الاستقامة وحقيقتها؛ فلا شك أن الالتزام كلمة عامة, تصدق على الالتزام بالشرع، والالتزام بغيره، ولأجل ذلك: الفقهاء يعبرون بكلمة الملتزم عن الذي يؤخذ عليه عهد أنه إما أن يعمل بأحكام الشريعة، وإما أن يُلزَم بها؛ فيدخل في ذلك الذميون الذين يلتزم معهم أن تطبق عليهم تعاليم الشريعة، يسمى أحدهم ملتزما.
ولكن اصطلح على أنها تطلق على المستقيم على الشرع، المتمسك به؛ وهذا هو الأولى أن نسمي المتدين نسميه: مستقيما، ونسميه: متمسكا بالشريعة, ونسميه: مطيعا لله, وعاملا بشريعته، ومتبعا لرسوله -عليه الصلاة والسلام- وهذا هو الواجب عليه، وهو ملتزم بذلك إن شاء الله.
أما حقيقة الالتزام: فمعروف أنها كون الملتزم يعمل بالسنة، كونه يستقيم على الشريعة، يعمل بها، وتعرفون أن الأعمال التي يعمل بها المتمسك والمستقيم إما أن تكون من الواجبات، وإما أن تكون من السنن، وإما أن تكون من نوافل العبادة, من نوافل الطاعات، وإما أن تكون من فروض الكفايات، كل هذه يتمسك بها الشاب الملتزم، فنذكرها على وجه المثال؛ حتى نعرف بذلك حقيقته، ثم نشير بعد ذلك إلى الحقيقة التي ينبغي أن يكون عليها.

line-bottom