شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
مواعظ وذكرى
7741 مشاهدة print word pdf
line-top
تذكر الموت

كذلك أيضا بعد هذه الحياة الدنيا ينزل بالإنسان الموت الذي كتبه الله والذي لا بد منه قال الله تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ؛ أي كل من على هذه الدنيا يفنى ولا يبقى إلا الله تعالى؛ فيقول سبحانه وتعالى: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ هكذا أخبر بأن جميع المخلوقات كلها لا بد أن يأتي عليها الموت، وأن تفنى؛ كل شيء هالك إلا وجه الله سبحانه .
يتذكر الإنسان أنه ولو كان في قوة، ولو كان شبابا، ولو كان قويا لا بد أن ينقلب هذا الحال بضده، لا بد أنه ينقلب الشباب إلى شيخوخة، تنقلب القوة إلى ضعف، تنقلب الحالة التي أنت فيها إلى ضدها؛ وإذا كان كذلك فإن على الإنسان أن يعتبر ويستعد، ونهايته في هذه الدنيا الانتقال منها إلى الدار الآخرة، أو إلى دار البرزخ التي هي واسطة بين الدنيا والآخرة.
يذكرنا الله تعالى دائما بالموت، فيخبر بأن كل نفس ذائقة الموت: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ أي أن كل إنسان لا بد أن يأتي عليه الموت، وأن ينتقل من هذه الحياة الدنيا، ولكن بعد هذا الموت لا بد أن يعرف مآله. إذا نزل به الموت فقد قامت قيامته فأولا: لا بد أن يستعد للموت، يعرف أنه لا بد أن ينزل به ملائكة يقبضون روحه، وينقلونها إلى البرزخ؛ وردت الأدلة في نهاية المؤمن ونهاية الكافر، فثبت في الحديث قوله: إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة، وانتقال وانقضاء من الدنيا نزلت عليه ملائكة بيض الوجوه، ثم يجلسون منه مد البصر، ويأتيه ملك الموت فيقبض روحه، وإذا قبض روحه أخذها ملائكة الرحمة وكفنوها في حنوط من الجنة وأكفان من الجنة، وأما الكافر فإنه ينزل عليه ملائكة سود الوجوه، فإذا قبض الموت روحه أخذوا تلك الروح الخبيثة وجعلوها في تلك الأكفان من النار .
أما نهاية الجسد فإن الجسد هذا الذي كان يتنعم في الدنيا، ويتنعم بأنواع المآكل والمشارب نهايته أن يكون جيفة بعد أن كان قويا سويا، يدفن في الأرض ليس به حركة ليس بممهد ولا موسد، ثم بعد ذلك يأكله التراب ويأكله الدود، ولكن لا بد في البرزخ من الحساب، ولا بد من الامتحان.

line-bottom