لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
الربا وما يتعلق به من أحكام
7564 مشاهدة print word pdf
line-top
نهي الباعة عن الغش

كذلك أيضا أمر الباعة ونحوهم بالنصح للمسلمين، ونهوا عن غشهم وخداعهم، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حث على النصيحة؛ فقال: الدين النصيحة- كررها ثلاثا- قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم فجعل من جملة خصال الدين النصيحة لعامة المسلمين.
ولا شك أن النصيحة تستدعي إخلاصا، تستدعي صفاء قلب، تستدعي صفاء مودة، والناصح هو الذي يحب الخير لإخوته المسلمين كما يحبه لنفسه، ولا يُؤثِر مصلحته على مصلحة أية مسلم، فإذا كان كذلك دخلت النصيحة في أمور المعاملات: في المبايعات ونحوها.
وقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- من خصال الخير النصيحة، من الخصال التي هي من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، فثبت عنه -صلى الله عليه وسلم– أنه قال: للمسلم على المسلم ست بالمعروف: تسلم عليه إذا لقيته، وتجيبه إذا دعاك، وتشمته إذا عطس، وتعوده إذا مرض، وتتبع جنازته إذا مات، وتنصحه إذا استنصحك وفي رواية: وتحب له ما تحب لنفسك .
فإذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي هو مرشد الأمة، والذي هو ناصحهم، قد حثنا على أن يحب أحدنا لأخيه ما يحبه لنفسه؛ بل نفى الإيمان عمن لم يكن كذلك؛ بقوله: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه فإن من جملة ذلك النصح في المعاملات.
وقد يقع ضد هذا النصح من كثير من الباعة -هداهم الله- فترى أحدهم يظهر للناس السلع على أنها جيدة؛ ولكنها في الحقيقة رديئة، ولا يخبر برداءتها، وليس هذا من النصح؛ بل هو من الغش والخداع، وقد حرم الله ذلك على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: من غش فليس مني وذلك أنه -عليه الصلاة والسلام- مر على رجل يبيع طعاما، إما من الحبوب ونحوها؛ فأدخل يده فيه فأصابت بللا، يعني: رطوبة، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء-يعني: المطر- قال: فهلا جعلته في أعلاه كي يراه الناس، من غشنا فليس منا .
أمره أن يجعل الرطب أعلاه؛ حتى يراه الناس، بخلاف ما إذا جعل أعلاه يابسا، ثم عند الكيل أخذ من الرطب وباعهم إياه، إما كيلا وإما وزنا؛ حتى يبيعهم شيئا ليس بخالص، وليس بصاف؛ فيكون قد أوقعهم في غش وخداع، وباعهم ما ليس بسليم، باعهم الشيء المغشوش الرديء بصفة أنه جيد.
وقد يقع كثير من الناس في هذا، ويحتالون بحيل كثيرة يكتسبون بها الأموال، فيبيعون مثلا: السلع الرديئة، فيبيع أحدهم الثوب ولا يبين عيبه أو يدلسه، ويبيع أحدهم الطعام، أو غيره من السلع، ويكون فيها شيء فاسد ولا يبينه؛ بل يخفيه في آخر الطعام أو نحوه، وأنواع ذلك كثيرة، يطول المقام إن أخذنا نمثل لها، ويعرفها أفراد الناس.
لا شك أن هذا مما يفسد الأموال، ومما يدخل على الإنسان سحتا وحراما؛ فهذه من المعاملات المحرمة.

line-bottom