خواطر رمضانية
الصوم الصحيح
كثير من عامة الناس يحافظون على العبادات في أيام رمضان، وكأنهم يستنكرون أن يتركوا العبادتين: الصوم والصلاة، أو يفعلوا عبادة دون عبادة.
فتراهم يستنكرون أن يتركوا الصوم والصلاة، ويستنكرون أن يؤدوا الصوم دون الصلاة، أو يفعلوا شيئا من المحرمات.
تجدهم في رمضان يتوبون ولكن توبة مؤقتة، فهم في أنفسهم عازمون على العودة إلى المعاصي ، ففي رمضان يحافظون على الصلاة، ويتوبون عن الخمر أو عن الدخان مثلا ، أو عن الاستماع إلى الأغاني والملهيات ونحو ذلك ، أو عن بعض الشعارات الباطلة أو عن الصور الخليعة، أو ما أشبه ذلك، ولكن يحدثون أنفسهم أنهم بعد شهر رمضان سيعودون إلى ما كانوا عليه ولهذا يتمنون انقضاء هذه الأيام وإذا أقبل رمضان حثوا أنفسهم، وتناولوا ما قدروا عليه من الخمر ومن غيرها حتى قال بعضهم:
دعاني شهر الصوم لا كان من شهر | ولا صمت شهرا بعده آخر الدهر |
إذا العشرون من شعبان ولّت | فبادر بالشراب إلى النـــهارِ |
ولا تشـرب بأقداحٍ صغــارٍ | فإن الوقتَ ضـاق على الصغارِ |
رمضان ولّى هاتِها يا ساقي | مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ |
فالصوم الصحيح رأس> هو الذي يحفظ فيه الصائم صيامه؛ فيحفظ البطن وما حوى، والرأس وما وعى، ويذكر الموت والبِلى، ويستعد للآخرة بترك زينة الحياة الدنيا، ويترك الشهوات التي أساسها شهوة البطن والفرج، ويذكر بعد ذلك ما نهاه الله عنه من الشهوات المحرمة في كل وقت ، ويذكر أيضًا أن الصوم هو في ترك هذه الشهوات، فما شرع الله الصوم إلا لتقويم النفوس وتأديبها.
مسألة>