فوائد من شرح منار السبيل الجزء الثاني
فصل [في تعزية المسلم]
408\178 ( تسن تعزية المسلم رأس> ).
قال شيخنا -حفظه الله آمين-
هذا الفصل يتعلق بما بعد الدفن.
قال شيخنا -حفظه الله آمين-
وذلك لأن المصيبة في هذه الثلاث أشد؛ ولأنها مدة الإحداد المطلق كما ذكره الشارح.
وأجاز بعضهم أن يُعَزَّى إلى أكثر من ثلاث، ما دام أن على صاحب المصيبة شيئا من أثرها.
وكرهوا التعزية إذا طالت المدة؛ لأنها تثير الأحزان، ولكن لا بأس من ذكر محاسن الميت حتى يُدْعَى له.
فائـدة:
روي أن الفضيل بن عياض اسم> لما مات ابنه ضحك، فلما سئل قال: علمت أن هذا اختيار الله فرضيت.
وأما حديث عائشة اسم> -رضي الله عنها وعن أبيها- رسم> إن الميت يعذب ببكاء الحي متن_ح> رسم> فعنه أجوبة: منها أنه إذا أوصى بذلك، ومنها أنه إذا كان ذلك عادة لهم في حياته ولم ينكر.
وذهب شيخ الإسلام إلى أن المراد بأنه يتألم من أعمالهم؛ لأنها تعرض عليه فيسوؤه ما يرى منهم.
فائـدة:
قال شيخنا -حفظه الله تعالى-
وفي هذه الأزمنة ينشر في الصحف الخبر بأن فلانا مات. وهذا يختلف باختلاف المقاصد.
فإذا كان يقصد من ذلك إخبار أقاربه، فهذا لا شيء فيه -إن شاء الله- أما إذا كان القصد إظهار محاسن الشخص، فهذا منهي عنه.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى-
أما قول بعض القبوريين: إنكم تنكرون شد الرحال لزيارة القبور مع عموم الأحاديث: رسم> زوروا القبور ... متن_ح> رسم> فيقال لهم: إن الحكمة من زيارة القبور تظهر عند زيارة كل قبر، وليس في قبر معين، وأيضا نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن شد الرحال إلا لثلاثة مساجد، فيفهم من ذلك أن شد الرحال للقبور لا يجوز، وينكر بعض القبوريين الاستدلال بحديث: رسم> لا تشد الرحال ... متن_ح> رسم> ويقولون: أليست الرحال تُشد للتجارة؟ فيقال: إن هذه مسألة في الدنيا وكسبها، وأيضا النهي ورد لمن أراد التبرك، وإنما خصت المساجد الثلاثة في الحديث؛ لزيادة الأجر بالصلاة فيها. والخلاصة أن يقال: إن النهي عن شد الرحال لغير المساجد الثلاثة يشمل النهي عن شد الرحال لزيارة القبور.
قال شيخنا -حفظه الله ورعاه آمين-
ومن الأدلة على ذلك:
رسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى نسوة في المقبرة، فحثا عليهم التراب وقال: ارجعن مأزورات غير مأجورات؛ فإنكن تؤذين الميت وتفتن الأحياء متن_ح> رسم> ومن الأدلة: رسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى فاطمة اسم> أقبلت من ناحية المقبرة، فسألها فقالت: قد عزيت آل فلان. فقال: لعلك قد بلغت معهم الكدى؟ أي: طرف الكدى. فقالت: معاذ الله، بعد ما سمعتك تنهى عن ذلك؟! فقال: لو فعلت لم تدخلي الجنة حتى يدخلها جد أبيك متن_ح> رسم> وهذا حديث ثابت رواه أهل السنن حديث> .
قال شيخنا -حفظه الله آمين-
والجواب على ذلك:
أن عائشة اسم> لم تزر إلا قبر أخيها، وسبب ذلك أنها لم تشهد دفنه، وأيضا لم تدخل المقبرة، بل كانت على جانب.
وأما قولها: ماذا أقول إذا زرت القبور؟ فيحمل على ماذا أقول إذا مررت بالقبور.
وبهذا يترجح القول بنهي النساء.
وأما حديث: رسم> إنما الصبر عند الصدمة الأولى متن_ح> رسم> فلعل المراد أن قبر ابنها ليس في المقابر، أو أن المراد قربها من ذلك وليس دخولها المقبرة.
فائـدة:
وممن أجار زيارة القبور للنساء رأس> السبكي اسم> لكن رد عليه ابن عبد الهادي اسم> في ضمن كتابه: الصارم المنكي.
413\180 ( وسُن لمن زار القبور أو مر بها أن يقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين رأس> وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ...).
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
لاحقون بكم بالإسلام والإيمان الذي متم عليه.
قال شيخنا -حفظه الله آمين-
والكلام على السلام يطول فليراجع كتاب: الآداب الشرعية، ورياض الصالحين، والترغيب والترهيب، وكتاب الأدب في آخر بلوغ المرام، وشرحه سبل السلام.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى-
ومناسبة ذكر أحكام العطاس هنا أنه لما ذكر السلام ناسب أن يأتي بحكم العطاس؛ ولأنهما من حق المسلم على المسلم.
فائـدة:
قال شيخنا -حفظه الله تعالى-
كره بعضهم قول: تشميت العاطس رأس> وقال: إن صواب الحديث تسميت -بالسين المهملة- لكن لأن الحديث ورد بالشين، فيقال به.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
هذا يتعلق بعلم العقيدة، ولم يثبت بدليل صحيح.
أبو عمر اسم>
الثلاثاء 8\21\1414هـ وسط>
مسألة>