جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
محاضرة بعنوان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
12039 مشاهدة
الحث على النكاح

كذلك الله تعالى أمر العباد بالنكاح الحلال وبالزواج المباح، وجعل لهم أجرا على ذلك، ونهاهم عن ضد ذلك، لما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنواع ما يكون صدقة قال صلى الله عليه وسلم: إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضع أحدكم صدقة ( وفي بضع أحدكم صدقة ) يعني: في وطئه لزوجته صدقة، فقالوا: يا رسول الله، يأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟! قالوا: نعم. قال: فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر يعني: إذا احتسب الإنسان وتزوج زواجا حلالا، وأعطى زوجته حقها من واجبها؛ أنفق عليها وأعطاها حقها من المبيت ومن الاستمتاع المباح؛ فإن له أجرا، يثيبه الله على ذلك.
وإذا فعل الحرام؛ زنا أو فعل الفاحشة مع غير زوجته؛ فإن عليه وزرا، وإذا تعفف عن هذا الحرام فإن له أجرا؛ إذا دعته نفسه إلى الزنا ولكن حفظ نفسه، وتوقى الحرام، وصانها عن الآثام؛ فإن ربه سبحانه يثيبه على ذلك، ويعظم له الأجر، وذلك لأنه جاهد نفسه.