إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الأول)
95784 مشاهدة
هل صحيح أن الجن يتلبس بالإنس

س: هل صحيح أن الجن يتلبس بالإنس ؟ وهل يجوز لمن تلبس به جن أن يذهب لأحد القراء لكي يقرأ عليه لإخراج الجن؟
ج: صحيح أن الجن يتلبس بالإنس، لأن الجني مجرد روح بلا جسد، فهذه الروح لخفتها تدخل في جسد الإنسان وتتغلب عليه، بحيث لا يبقى لروح الإنسان إحساس، فلذلك ينطق الجني على لسانه ويتصرف فيه، وإذا ضرب فإنما يقع الألم على الجني، بحيث إذا فارقه لم يتذكر الإنسي ما حصل له، ولا يرى عليه آثار الألم، وبحيث يشاهد حال التلبس يفعل أشياء غريبة، كدخوله في النار وابتلاعه الجمر منها، وحمله الأشياء الثقيلة، وضرب نفسه بالحجر الكبير ونحو ذلك، وإنما يفعل هذا الجن المتمردون العصاة على الله، وهو في دينهم الإسلامي ذنب كبير بحيث يعد مرتكبه مجرما. وطريقة التحفظ منهم والتحصن بكثرة ذكر الله تعالى وقراءة المعوذتين وآية الكرسي وخاتمة سورة البقرة، ونحو ذلك من الآيات وقراءة الأوراد والأدعية التي ورد الأمر بها في الصباح والمساء، وكثرة الاستعاذة بالله من الشياطين وأتباعهم، ومتى ابتلي أحد بالصرع وملابسة الجني فإنه يعالج بالقرآن، فهناك قراء متخصصون لإخراج الجن، ولهم معرفة بكيفية إخراجه ولو بالقتل، وذلك معروف عندهم بطرق متبعة. والله أعلم.