إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
74652 مشاهدة
ما يستفاد من الحديث

...............................................................................


فهذا حديث عظيم يفيد أن كل من دعا إلى الخير إلى الإسلام، أو إلى الطاعة أو إلى السنة فاهتدى على يديه واحد أو أكثر فله مثل أجره، وكل من دعا إلى الكفر أو إلى البدع أو إلى المعاصي فضل بسبب دعوته أحد فعليه مثل وزره، ووزر أولئك كامل الذين ضلوا وزرهم كامل والعياذ بالله. نسأل الله العفو والعافية.
أسئلـة
س: سائل يقول: هل كتاب الصحافة والمذيعين الذين يزينون للناس الشر ويدعونهم إليه بعناوين براقة جذابة للجهال وعامة الناس، فهل عليهم مثل آثام من تبعهم ويدخلون في الشطر الثاني من هذا الحديث وبماذا توجهون أمثال هؤلاء؟
لا شك أن كل من زين الباطل وزيفه ورونقه حتى راج على النفوس الضعيفة؛ أنه يعتبر متسببا في الضلال، ولا شك أن كثيرا من الصحفيين الذين ينشرون مقالات سيئة ويردون المقالات الصحيحة، وإذا جاءتهم المقالات السيئة جعلوا لها عناوين جذابة حتى يقرأها الجهلة، فإذا قرءوها سببت انحرافا كثيرا في العقائد وفي الأخلاق وفي الأعمال ودعت إلى فعل المعاصي وإلى مخالفات، فيكونون بذلك متسببين في إضلال خلق كثير فيكون عليهم بقدر ذلك من الإثم.
س: سائل يقول: من لا يستطيع الدعوة لأنه لا علم له هل بذله لماله للدعاة على الأشرطة والكتيبات والنشرات يعتبر بذلك من الدعاة إلى الله؟
يعتبر بلا شك, الدعوة إلى الله ليست خاصة بالكلام وكما أن الداعي يدعو بفعله وأنه يدعو بقوله وأنه يدعو بماله قد ورد في الحديث: جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم فالجهاد بالمال ونفقة المال في وجوه الخير تعتبر أيضا من الوسائل التي يحصل بها الأجر الكبير على حسب النية، إذا لم يخالطها رياء ولا سمعة ولا تمدح، ولا غير ذلك وكانت خالصة لوجه الله.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على محمد .