جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
كلمة مجلس مستودع الأوقاف
3790 مشاهدة print word pdf
line-top
واجب المجتمع سد خلة الفقير

وهكذا أيضا متى رأينا أحدا من الفقراء عنده شيء من المعاصي؛ فعلينا أن نبلغ الإخوة في هذا المشروع به حتى يحرموهم إلى أن يتوب، فإذا رأوه يتتبع عورات المسلمين ويتنقصهم، أو رأوه يتتبع نساء المسلمين ويعاكس ويغمز النساء، ويتعاطى شيئا من مقدمات الفواحش وما أشبهها، أو رأوه يبيح لنسائه أن يدخلن الأسواق متكشفات، أو يبيح لهن سماع الغناء وما أشبه ذلك فإن هذه من الدوافع إلى المنكرات ونحوها، ويجب علينا أن نسد حاجتهم حتى لا يقعوا في المحرمات.
فإنا كثيرا ما نسمع أن الفقراء في كثير من البلاد في داخل المملكة أو خارجها أنهم يأمرون نساءهم أن يفعلن، يرسلون نساءهم لتكتسب بالزنا، فيقولون: اذهبي فابذلي نفسك وائتينا بما نقتات به. يدعون أن هذا من الضرورات! وكثيرا أيضا من النساء تحملها الحاجة وشدة الفاقة والجوع على أن تبذل نفسها لمن يفجر بها مقابل أن يعطيها ما تقتات به، وتتعذر بأنها في ضرورة، ولم تجد إلا بذل نفسها -والعياذ بالله-.
فمثل هؤلاء يجب أن نتفقدهم وأن نسد خلتهم حتى لا يقعوا في هذه المحرمات، وحتى نكون ممن أنقذهم وخلصهم من الفواحش ومقدماتها؛ فنكون بذلك قد حزنا أجرا في إنقاذهم من الشر وإيصالهم إلى الخير، وإيصال الخير إليهم وكفهم من المحرمات ومقدماتها.
هذا ما يعمله إخواننا في هذا المشروع، نشكرهم على ذلك، وندعو الله تعالى أن يسدد خطاهم، وأن يكلل جهودهم ويثيب صبرهم، ويضاعف أجرهم، ويجزيهم أحسن الجزاء، ويجزي كل من ساهم في هذا المشروع بجهد أو بمال، ويخلف على المنفقين ما أنفقوه، ويضاعف للجميع أجرهم، وأن يغني الآخرين من واسع فضله، وأن يغنينا جميعا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.

line-bottom