الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
لقاء مفتوح مع الشيخ
5500 مشاهدة
مقدمة

يسرني ويسر الإخوة القائمين على هذه الدورة ما رأينا، وما نرى من هذا الإقبال، ومن هذا الاجتهاد، ومن هذه الرغبة، ومن هذا الجمع الكريم؛ الذي نتحقق -إن شاء الله- أنه ما حملهم على ذلك رياء ولا سمعة ولا تمدح، ولا تحدث في المجالس؛ وإنما حملهم على ذلك طلب العلم الصحيح، وحملهم على ذلك الاستفادة من أوقاتهم، وحملهم على ذلك النية الصالحة؛ النية الصادقة التي دفعتهم إلى هذا الاجتماع وهذا التعلم، قطعوا مسافات طويلة، قطعوا أماكن فارقوا فيها أهليهم وبلادهم وإخوانهم وأموالهم؛ طلبا للعلم الذي هو ميراث الأنبياء.