محاضرة الإيمان باليوم الآخر
الشفاعة والحساب
..معهم كما هو معروف، ثم يشفع النبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق الشفاعة الكبرى، حتى إذا جاء الناس وأتوا .. آدم اسم> وأتوا .. نوح اسم> وإبراهيم اسم> وموسى اسم> وعيسى اسم> وجاءوا إليه صلوات الله وسلامه عليه, وقال لهم: رسم> أنا لها متن_ح> رسم> ؛ يعني أن الله وعده بذلك في دار الدنيا حيث قال له: رسم> عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قرآن> رسم> .
ولكنه صلوات الله وسلامه عليه لشدة علمه بالله وتعظيمه لله يعلم أنه لا شفاعة إلا بإذن الله رسم> مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ قرآن> رسم> رسم> مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ قرآن> رسم> فلا يتجرأ على الشفاعة بسرعة, وإنما يسجد ويلهمه ربه من المحامد ما لم يلهمه أحدا قبله ولا بعده, ولم يزل كذلك حتى يقول له ربه: رسم> يا محمد اسم> صلوات الله وسلامه عليه ارفع رأسك, وسل تعط, واشفع تشفع متن_ح> رسم> .
فيشفع صلى الله عليه وسلم الشفاعة الكبرى, ويظهر في ذلك الوقت فضله صلوات الله وسلامه عليه على جميع من في المحشر من الأنبياء والمرسلين, كما ظهر فضله عليهم في دار الدنيا لما عرج به من فوق سبع سماوات واجتمع بهم في بيت المقدس اسم> وصلى بجميعهم بأمر من جبريل اسم> كما هو معروف بالأحاديث, فهو سيدهم في الدنيا وسيدهم في الآخرة صلوات الله وسلامه عليه.
ثم إذا أذن الله بالحساب حاسب الناس, ثم إذا انتهى حسابهم تفرقوا في ذلك الوقت فراقا لا اجتماع بعده, وهو قوله تعالى: رسم> يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا قرآن> رسم> وقوله: رسم> وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ قرآن> رسم> وهذا التفرق مذهوب به ذات اليمين إلى الجنة, ومذهوب به ذات الشمال إلى النار. وقد أوضح الله هذه الأشتات في سورة الروم حيث قال: رسم> فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ قرآن> رسم> .
رسم> فيذهب بأهل الجنة إلى الجنة, وبأهل النار إلى النار, ويذبح الموت, ويقال: يا أهل الجنة خلود بلا موت, ويا أهل النار خلود بلا موت متن_ح> رسم> فحينئذ تنقطع الرحلة, وتلقى عصا التسيار, وتكون تلك هي المحطة الأخيرة التي لا انتقال منها أبدا إلى محطة أخرى؛ فأهل الجنة في نعيم دائم, وأهل النار في عذاب دائم, لن ينتقل هؤلاء إلى منزل آخر ولا هؤلاء إلى منزل آخر؛ ولهذا سميت الآخرة؛ لأن ليس بعدها محطة أخرى ينتقل إليها وهذا إيضاح معنى الآخرة.
وقوله: رسم> هُمْ كَافِرُونَ قرآن> رسم> ؛ أي جاحدون. أصل الكفر في لغة العرب هو الستر والتغطية, فكل شيء سترته وغطيته فقد كفرته, وهذا معروف في كلام العرب, ومنه قيل للزراع: كفار؛ لأنهم يكفرون البذر في بطن الأرض, يسترونه ويغطونه, وهو معنى معروف في كلام العرب, ومنه قول لبيد اسم> في معلقته:
يعلو طريقـة متنـهـا متواتـر | في ليلـة كفـر النجوم غمامهـا |
حتـى إذا ألقـت يدا فـي كـافـر | وأجن عـورات الثغـور ظلامـهـا |
ونرجو الله جل وعلا ألا يجعلنا مع الكافرين, اللهم لا تجعلنا من الكافرين, اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين، اللهم اجعلنا ممن تدخلهم الجنة, اللهم اهدنا إلى طريق الجنة, ولا تهدنا إلى طريق النار. اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، نعوذ بالله من النار، اللهم إنا نعوذ بك من النار, اللهم أدخلنا جنتك, وأعذنا من النار, نعوذ بالله من النار ومما قرب إليها من قول وعمل, ونسأله الجنة وما قرب إليها من قول وعمل.
اللهم لا تدع في مجلسنا هذا ذنبا إلا غفرته, ولا دينا إلا قضيته, ولا هما إلا فرجته ولا كربا إلا أزلته, ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضا ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا عليها ويسرتها لنا.
رسم> رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ قرآن> رسم> اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا اقض عنا الدين وأغننا من الفقر, وأمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا في سبيلك, اللهم إنك لا تقضي بعبدك المؤمن قضاء إلا كان خيرا له, إن أصابته سراء وشكر فكان خيرا له, وإن أصابته ضراء وصبر فكان خيرا له, اللهم اقض لنا الخير في السراء, والشكر على السراء, اللهم اقض لنا الخير في السراء, والشكر على السراء, وعافنا من البلايا.
رسم> رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ قرآن> رسم> رسم> سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> اللهم صل وسلم على سيدنا محمد اسم> وعلى ...
مسألة>