لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
محاضرة بعنوان المكسب الحلال والمكسب الحرام
7445 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة بعنوان المكسب الحلال والمكسب الحرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نتكلم في هذه المحاضرة عن الكسب الحلال والكسب الحرام، وفوائد وآثار الكسب الحلال ومضار الكسب الحرام فنقول:
لا بد للإنسان في هذه الحياة من رزق ومعيشة ومال يتقوت منه، ويقوت به من يمونه، وهذا من ضرورات هذه الحياة؛ حيث جعل الله جسم هذا الإنسان بحاجة إلى غذاء ، وبحاجة إلى طعام يأكل منه حتى ينبت عليه جسمه، ولو فقد هذا الأكل لهلك وضعف، كما أن هذه سنة الله في المخلوقات الحية في المخلوقات المتحركة أنها بحاجة إلى القوت، وبحاجة إلى الغذاء.
فالطيور إذا فقدت الأكل هلكت وماتت، والأنعام كذلك لا تعيش إلا بغذاء، والحشرات كذلك، والأسماك في البحر لا تعيش إلا على غذاء، وكذلك جميع الحيوانات الحية جعل الله لها غذاء تتقوت به، ولكن تلك الحيوانات جعل الله في طباعها ميلا إلى ما يلائمها، ونُفرة عن ما لا يلائمها، فإنك إذا أطعمت الغنم شيئا من قوت الإبل لم تأكل منه، وكذلك الإبل قد لا تأكل من قوت السباع مما تأكل منه الذئاب والكلاب وما أشبهها، فلكل ما يميل إليه.

line-bottom