اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
محاضرة بعنوان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
16303 مشاهدة print word pdf
line-top
الوصية بحفظ السنة

ونوصيكم أيضا بحفظ سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبتعلم معانيها، فإن ربنا سبحانه أيضا حفظ علينا ديننا، فنبينا -صلى الله عليه وسلم- بلغ الدين، وبلغ الشريعة، وبالغ في تبيينها بقوله وبفعله، ويسر الله أن صحابته -رضي الله عنهم- قاموا بحفظ سنته، وقاموا أيضا ببثها وبتعليمها لتلاميذهم ولمن جاء بعدهم من أولادهم وأحفادهم، ومن تتلمذ عليهم؛ إلى أن يسر الله من حفظها ودونها في هذه المؤلفات، فأصبحت -والحمد لله- ميسرة ليست بعيدة، يتناولها المسلم ويأخذها من مراجعها.
فنوصيكم بأن تهتموا بحفظ الأحاديث النبوية الصحيحة، وبتعلم معانيها من شروحها، فإن ذلك مما يجعلكم من أهل السنة، ومن أهل الفقه في الدين.
تذكَّروا أن نبيكم صلى الله عليه وسلم كان يحث على التعلم، ويحث على التفهم؛ فثبت عنه أنه قال: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فكل من أراد الله تعالى به خيرا فإن يرزقه الفقه في الدين، والحفظ والفهم، ومعرفة الحلال والحرام، الطريق إلى معرفة ذلك هو فهم هذه الأدلة، ومعرفة معانيها، من كتاب ربنا -سبحانه وتعالى- ومن سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-.

line-bottom