شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
محاضرة بعنوان درس الحج
11359 مشاهدة print word pdf
line-top
أوجه الشبه بين الأضحية والهدايا ونحوها

...............................................................................


ثم لما ذكروا هذه الهدايا ونحوها ذكروا بعد ذلك الأضحية؛ لأنها من جملة ما يتقرب به إلى الله؛ ولأن وقت ذبحها هو وقت ذبح الهدي، فإن الهدي يذبح في اليوم العاشر، أو في الثلاثة أيام التي بعده.
هذا وقت ذبح الهدي، يعني الهدي الذي هو هدي تمتع أو قران أو هدي تطوع، فلما أن الأضحية كانت شبيهة بالهدي جعلت بعد الحج، شبهها أنها من جنس ما يهدى، يعني من بهيمة الأنعام، فالأضاحي لا تكون بغيرها، فلو صاد ظبيا وقال: أجعله أضحية ما يسمى أضحية، كما أنه لا يقبل هديا، ولا فدية محظور، ولو صاد وعلا، أو مثلا آيلا، أو تيتلا، أو أروى، أو حمار وحش، أو بقر وحش، ثم أراد أن يجعله أضحية ما يسمى أضحية.
الأضحية لا بد أن تكون من بهيمة الأنعام الثمانية، من الأنعام الثمانية التي ذكرت في سورة الأنعام.
فصار الهدي من بهيمة الأنعام، ودم الجبران من بهيمة الأنعام، وجزاء الصيد من بهيمة الأنعام، وفدية المحظور من بهيمة الأنعام، وكذلك الأضحية من بهيمة الأنعام ، وأشبهت - أيضا- في وقتها حيث إن الهدي، ودم التمتع، والقران يذبح في أربعة الأيام، يوم العيد، أو ثلاثة أيام من بعده، وكذلك الأضحية تذبح في هذه الأيام، فناسب أن تذكر بعد أعمال الحج؛ لأنها شبيهة بأعمال الحج.

line-bottom