تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
محاضرة بعنوان درس الحج
9026 مشاهدة
وقت ذبح الأضحية

...............................................................................


ووقت الذبح بعد الصلاة ولا يجوز قبل الصلاة؛ لما ذكرنا من قصة أبي بردة بن نيار وإذا لم يكن هناك صلاة، فبعد قدر ركعتين بعد خروج وقت النهي، وخطبتين متوسطتين.
بالنسبة إلى البوادي الذين لا يصلون العيد، ليس عندهم صلاة عيد.
في هذه الحال يُقدرون إذا خرج وقت النهي صلاة ركعتين متوسطتين، وخطبتين متوسطتين، يمكن أن يكون ذلك في ثلثي ساعة، أو ثلاثة أرباع الساعة، بعد خروج وقت النهي، لكن يتسرع بعضهم ويذبحها مبكرا، فيقع في أنه ذبحها قبل وقتها، فلا بد أن يتحرى الوقت الذي تذبح فيه في المدن التي فيها صلاة عيد، ثم بعد ذلك يبدأ في الذبح.
والأصل أنها صدقة من الصدقات، وأنه يجعل أجرها له ويشرك والديه، أو يجوز أن يخص والديه بأضحية؛ لأنها كسائر الصدقات التي يجوز تثويبها لحي أو لميت.
ذكرنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يذبح واحدة عنه وعن أهل بيته، ويذبح أخرى عمن لم يضحِ من المسلمين، وفي رواية أنه يذبحها عن أمته، وفي أمته أموات ومع ذلك يشركهم في أجر هذه الأضحية، فدل على أنه يجوز اشراك الأموات فيها.